هل انتهت النهضة بانتهاء عهدها الجميل ؟؟؟

من الأسماء الوازنة شرفت كرة القدم المغربية بأسماء لازالت حديث الشارع الرياضي المغربي، الغيادي بلفول المرحوم السليماني الحارس العملاق كباري الذي ودعنا إلى دار البقاء مؤخرا وغيرهم كثير لايحصى، كانت النهضة وليس النهيضة كما أصبح يلقبها البعض حاليا، مزرعة للأندية الوطنية وبفضلها وبفضل بعض النوادي الصغيرة المجاورة كيوسفية برشيد، برز إسم الجيش الملكي هذا الإسم الذي لايمكن انكار نواته القادمة من برشيد وسطات لينطلق في مشواره الحافل بالألقاب .

كانت النهضة السطاتية تعيش تحت مظلة كبيرة ترعاه، ممثلة في الوزير انذاك، فريق قوي بكل مكوناته يحصد اليابس والأخضر ويتربع على كرسي الزعامة أمام أندية كبيرة الحجم والسمعة، منها من فقد الأمل في الإطاحة بالنهضة و إبعادها عن قمة الترتيب وظلت هكذا تسير بخطى ثابتة، حضور جماهيري مكثف تزكية من طرف المسؤولين والمحبين والمشجعين من شخصيات ومصالح إدارية برلمانيون جماعات محلية مستشارون إلخ… حتى من خارج المدينة يحضرون بحضور السيد الوزير ويتبرعون حينما يشير عليهم سعادته أو حتى بدون إشارته يكفيهم أن يلتفت بنظرة إليهم لتدر على الفريق الشيكات والهبات والهدايا .

على عين غرة سقطت النهضة في بؤرة العجز والعوز المادي، فبمجرد إزاحة الوزير القوي أنذاك السيد ادريس البصري إبن المدينة البار من منصبه، والتي أثلجت صدور البعض ونزلت بردا وسلاما على البعض الأخر، حيث شكلت إزاحته طامة كبرى على المدينة برمتها توقف كل شيئ فيها، أدار الذين استفادوا في عهد الوزير من كريمات وسفريات مجانية على حساب فارس الشاوية ظهورهم عنها وكأن الفريق مصاب بالجدام ومن ثمة بدأت النهضة والمدينة في خطها التنازلي تُسَيّرُ بصندوق فارغ تماما، إدارة تقنية تضحي بأموالها، محبون يبكون على جدران الملاعب، فجأة توقف النبض وتوقفت معه روح الوزير الذي بالمناسبة ندعو له بالرحمة وتوقفت منح عامل مدينة سطات الشخصية، ومنح قبة العمالة للفريق الوحيد الذي يمثل إقليم برمته بالقسم الأول أنذاك.

لقد عاينا في عهد النهضة السابق كما عاين محبيها مدى النفاق الشديد لبعض من سولت لهم أنفسهم الإنتساب لهذه المدينة ذات التاريخ الحافل بالعطاء والمقاومة للمستعمر الفرنسي، وعن الطريقة التي كانوا يستقبلون بها الوزير يوم كان يشرف بالحضور للمركب الرياضي لمتابعة فريقه المفضل ليجد في انتظاره عددا مهما من الشخصيات لتشريفه بالمنصة الشرفية، التي غصت بسرعة البرق بأولئك الذين شاهدوا الطائرة المروحية تُشرف المدينة وملعبها ليأخدوا أماكنهم بالقرب من الوزير، رغبة في هبة تنزل عليهم من السماء لا حباً في الرياضة، وليس تواجدهم حباً للنهضة، ومن الطرائف التي مازالت راسخة في ذهني، يوم استقبل فريق النهضة المعروفة بشعارها الأزرق، فريق اتحاد طنجة وغير بذلته بالبيضاء وسجل الفريق الطنجاوي الهدف وقام أحد المتربصين بالوزير مظهرا إعجابه بهدف لم يعرف مسجله ليكتشف أن الهدف ضد النهضة ففر هاربا هههههههه.

إنه قناع مزيف تشوبه تبادل المصالح، لقد أظهر الجميع حقيقة واقعهم، نفاق و استرزاق إلا شِرْذِمَة قليلة من المحبين الذين أخرجوا النهضة من قسم الإنعاش لعلها تعيد عافيتها، ليتفاجئوا بواقع آخر، حاولوا تضميم الجراح ومساندة اللاعبين ماديا ومعنويا على الأقل لتغطية بعض النفقات الخاصة بهم، ولسان حالهم يردد قول الشاعر: ”ما أكثر الاخوان حين تعدّهم … ولكنهم في النائبات قليل“

أين رجالات سطات؟ أين تاريخ النهضة؟ أين مقر النهضة؟ أين أرشيف النهضة؟ أين وأين وأين؟؟؟ تِلْكُكُمْ أسئلة تتداولها الألسنة، ماذنب هذا الفريق المسكين من كل هذا؟، انقذوه فهو الوجه الحقيقي لمدينة سطات وهو يتجول عبر أقاليم المملكة ليرفع اسم المدينة عاليا، فبدونه لن يستطيع أحد مهما كانت مكانته التكلم بإسم سطات وغيابه سيقبر إسمها إلى الأبد.

وفي الأخير أطلب من أصدقائي الأعزاء المعذرة لأن حبي لمدينتي لايساوم.