التجمع الوطني للأحرار بسطات .. بروباكاندا تواصلية أم برنامج عمل لإنقاذ سطات ..

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير23 أكتوبر 2019آخر تحديث : الأربعاء 23 أكتوبر 2019 - 5:11 مساءً
التجمع الوطني للأحرار بسطات .. بروباكاندا تواصلية أم برنامج عمل لإنقاذ سطات ..

لا تخطئ العين كون حزب التجمع الوطني للأحرار بسطات يعيش على وقع دينامية تنظيمية غير مسبوقة بتاريخه بالمنطقة، ربما مند عهده الذهبي مع قادة من العيار الثقيل كما هو الحال بالنسبة للمرحوم العزوازي وبنقدور وغيرهم.

هذه الدينامية لا يمكن فصلها عن الرجة السياسية التي أحدثها انتخاب عزيز أخنوش على رأس قيادة الحزب ومباشرته لحملة تنظيمية وسياسية من أجل تأهيل الحزب واعداده للاستحقاقات المقبلة، عبر تقوية تدخل فروعه بمختلف أنحاء المغرب.

بسطات، كما هو الحال بباقي مدن المغرب حيت يتجند مجموعة من “المناضلين” لتنزيل هذا المشروع، عبر فتح مقرات حزبية وتأسيس الفروع بالبوادي والمدن والاحياء في بعض الأحيان، بادرت مجموعة من الأطر والفعاليات الى الالتحاق بالدينامية التنظيمية لحزب أخنوش، من بينها وجوه بارزة تنشط في الجبهة الجمعوية والفنية والرياضية بالإقليم، ومنتخبين وازنين كما هو الحال بالنسبة لياسين الداودي رئيس جماعة “كيسر”، يقودهم الاطار السابق في الشبيبة والرياضة محمد الضعلي والذي قضى وقتا طويلا بسطات جعلته ينسج علاقات كثيرة مع نخب الاقليم.

بالنسبة لحزب من طينة التجمع الوطني للأحرار دي التوجه الليبرالي الواضح والذي يشتغل في الفضاء الاقتصادي بشكل كبير، يشكل بالضرورة الخيار الأول للنخب الاقتصادية والصناعية والمستثمرين، لكن بسطات تراهن نخب الحزب على التوغل أكثر في فضاءات مغايرة وبالأخص على الجبهة المدنية والاجتماعية، من خلال تأسيس جمعية والتركيز عليها كثيرا لجعلها دراعا في العمل الاحساني وهو ما توضح خلال توزيع المساعدات الغدائية رمضان السابق وهي العملية التي كادت تعصف بالحزب ككل واستدعت تدخل القيادة من أجل إعادة ضبط الأمور، نفس الأمر حدث حين تسمر قياديو الحزب أمام الكاميرات خلال عملية توزيع أضاحي عيد الأضحى السابق.

وتوالت ضبابية تدبير القيادة المحلية في التركيز على ما لا يستحق التركيز خلال التواصل، وتحولت جلسات التنسيقية المحلية وتبادل شرب كؤوس الشاي إلي وجبة تواصلية تستحق أن يعلم عنها الرأي العام حتى تحولت خرجات قادة الحزب الى نكث داخل وسائل التواصل الاجتماعي.

حزب بالحمولة الفكرية والسياسية للتجمع الوطني للأحرار، معول عليه دائما للمساهمة في النقاش داخل الاقليم وحول مواكبة وتقييم السياسات العمومية بسطات والنواحي، كما أنه مطالب دائما بأن يكون قوة اقتراحية حقيقية من خلال تقديم الأفكار والمبادرات، لكن كل ذلك لم يحدث على الأقل حتى يومنا هذا، وغلبت السطحية في تناول الحياة الداخلية للحزب على فعل التأطير والتواصل الحقيقي مع المواطنين وتقديم قراءة الحزب لمجمل الأحداث على الساحة المحلية.

ينتظر المواطنون من الأحزاب السياسية أن تمارس السياسة بشكل مغاير، ولا شك أن خطابات قائد الحزب “عزيز أخنوش” قد ألهمت الكثيرين الذين يعتبرونها فعلا “السياسة بشكل مغاير”، لكن هل التقطت القيادات المحلية هذه الإشارات، وهل استطاعت تقديم عرض سياسي يتساوق مع طبيعة المرحلة من جهة ومع الانتظارات الكثيرة لساكنة الاقليم.

أسئلة ربما يراهن تجمعيو سطات على الإجابة عنها خلال استحقاقات 2021، لكن الأمر بمجمله قد يحيل الى وضع سيناريو استقطاب نخب ” انتخابية” جاهزة تقفز في الميركاتو الانتخابي المقبل على أجنحة الحمامة، وهي مغامرة غير محسوبة العواقب ولنا في التجارب الأخيرة خير مثال. تم إن الخطاب السياسي لحزب التجمع الأحرار اليوم هو أقرب للبحث عن نخب جديدة ومصالحة المواطنين مع السياسة، فكيف ستتفاعل قيادة الأحرار بسطات مع هذا المعطى.

سطات في حاجة الى حزب الأحرار، والى إضافته النوعية في المشهد السياسي، والى تحليلات وأفكار العديد من شبابه ونخبه، فكيف يتم تقزيم وظيفته السياسية واختزالها في جولات منسق الحزب بالاقليم.

كنا في الاقليم ننتظر بلاغات سياسية متتالية حول مجموعة من القضايا والتي افتقدنا لصوت حزب الأحرار حولها، منها مكانة الاقليم داخل جهة البيضاء سطات والحيف المسلط على الجماعات الترابية بالإقليم ومنظمات المجتمع المدني، كنا ننتظر موقفا من المصادقة على ميزانيات الأربع جماعات حضرية  بالإقليم على الٍأقل ومدى قدرتها على الاستجابة لحاجيات المواطنين، كنا ننتظر تقييما لنصف ولاية المجلس الإقليمي بنفس سياسي، كنا ننتظر استثمار تواجد الحزب في الحكومة من أجل الترافع على قضايا تؤرق بال المواطنين، كنا ننتظر استغلال تواجد فريقين برلمانيين قويين للحزب داخل الغرفتين من أجل إمطار المسؤولين بالملتمسات والشكايات والمطالب .. كنا ننتظر حزبا متفاعلا مع مشروعه السياسي مركزا أكثر على مهمة انقاذ الاقليم عوض تسويق صور الأحدية وماركات الساعات اليدوية والسيارات خلال التنقل لشرب كأس شاي.

سطات في حاجة للتجمع الوطني للأحرار والجميع يعلم بأنه يتوفر على فريق من الشباب يعتبرون من بين أنجب وأنشط شباب الاقليم، فلم لا تمنحهم فرصة تطبيق مقولة زعيم الحزب ” أغراس أغراس”..

 فليس بسطحية التواصل نصنع موقفا …     

عذراً التعليقات مغلقة