سطات تراهن على التجربة الإيطالية لإنعاش قطاع الانارة العمومية بالمدينة

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير12 فبراير 2020آخر تحديث : الأربعاء 12 فبراير 2020 - 2:44 مساءً
سطات تراهن على التجربة الإيطالية لإنعاش قطاع الانارة العمومية بالمدينة

بكثير من الواقعية، ناقش المجلس الجماعي لسطات إشكالات الانارة العمومية بالمدينة، وأجمعت كل مكونات المجلس على أن القطاع يعرف مشاكل حقيقية تجعل من المدينة بعيدة كل البعد عن تلبية حاجيات شوارع وأزقة المدينة من خدمات الانارة.

ولم يكن عرض رئيس قسم الانارة العمومية سوى تحصيل حاصل، وعنوانا للعجز عن مسايرة التطور المضطرد للمدينة، في ظل النقص الحاد في الموارد البشرية (لا يتجاوز موظفي المصلحة 11 شخصا من بينهم 3 سائقين و5 تقنيين)، وضعف التجهيزات (شاحنتان إحداهما دائمة التعطل)، والأهم غياب مخطط حقيقي يرصد الحاجيات ويضع الأولويات وينسجم مع مخطط المملكة في الاقتصاد في الطاقة مع مراعات التكلفة العالية التي يؤديها المجلس والتي وصلت حوالي مليار و200 مليون كفاتورة للطاقة و300 مليون من أجل الصيانة.

ويبدو أن هذا الملف وجد له مكانا في أولويات المجلس الحالي بفعل الاحتجاجات الكثيرة للساكنة، والتي أضحت تلقب مدينتهم ب “مدينة الظلام”، حيت شيع عبد الرحمان العزيزي رئيس المجلس الجماعي لسطات، لجنة من أطر وموظفي المجلس الى مدينتي سلا وفاس، من أجل الوقوف على تجارب هتين المدينين في التدبير المفوض لقطاع النظافة، وهو ما يعني اقتناع المجلس برمي هذه الورقة الحارقة الي القطاع الخاص عله يصلح ما أفسده التدبير الذاتي، لكن نتائج الزيارتين قطعت الشك باليقين بالنسبة للمجلس الجماعي وجعلته يستبعد هذه الفرضية بسبب معاينة حجم المشاكل المطروحة بالمدينيتن وعجز الشركات المفوض لها عن الاستجابة لتطلعات المجالس والساكنة على حد سواء.

في 19 أكتوبر من السنة الماضية، قام عبد الرحمان عزيزي رئيس المجلس الجماعي لمدينة سطات رفقة مدير المصالح الجماعية ورئيس مصلحة الإنارة العمومية بزيارة عمل الى إيطاليا من اجل تبادل التجارب وجلب الاستثمارات حيت تم بالمناسبة الوقوف عن قرب على تدبير مرفق الإنارة العمومية بهده الجماعات وعن الإحترافية والجودة العالية في طريقة التدبير، وساعتها بدأ الرئيس والوفد المرافق له التفكير في نقل التجربة لمدينة سطات.

وكانت “أخبار سطات” قد كشفت في وقت سابق عن حيثيات هذه العملية في مقال بعنوان: هذه هي حقيقة “زيارة العمل” التي قادت رئيس المجلس الجماعي لسطات الى إيطاليا ..

الزيارة ككل كانت برعاية شركة Pagano & Ascolillo S.p.Aوهي مقاولة رائدة في مجال الانارة العمومية ولها تجربة تفوق 30 سنة في هذا المجال، وتعد فخر المقاولات الايطالية لكونها تغطي تقريبا كل التراب الايطالي في الانارة العمومية، وهذه الشركة هي من تكفلت ببرنامج الرحلة ككل، وعبر مسؤوليها من خلال تصريحاتهم الصحفية عن استعدادهم للعمل مع المجلس الجماعي لسطات، لكن السؤال المطروح عن الشكل الذي بالإمكان أن يستفيد به المجلس الجماعي لسطات من تجربة هذه الشركة، خصوصا ادا ما استحضرنا أن مدونة الصفقات العمومية واضحة في هذا المجال وتفويت تدبير قطاع ما لا يمكن أن يحدث دون ضوابط قانونية أهمها فتح باب المنافسة بين المتعهدين، أي أنه عمليا من باب المستحيل أن تفوز الشركة بصفقة لتدبير الانارة العمومية بسطات دون دخول المنافسة مع شركات وطنية ودولية.  

وهو الأمر الذي تنبه له المجلس الجماعي حين طرح في دورة فبراير الجارية، نقطة الإنارة العمومية، واستصدر رئيس المجلس من الأعضاء قرار المضي في تهيئة الشروط القانونية من أجل تمكين هذه الشركة من تدبير قطاع الإنارة العمومية.

ورغم أن أغلبية الأعضاء اطمأنوا لشروحات “العزيزي” لكن ذلك لم يبدد كل الشكوك في أنفس بعض مكونات المعارضة، والتي عبرت بوضوح عن تخوفها من تسليم قطاع حيوي للخواص.

جلسة أول أمس الثلاثاء يمكن اعتبارها مؤسسة لشراكة بين القطاع العام والخاص في تدبير قطاع الانارة العمومية، لكونها منحت الضوء الأخضر للرئيس من أجل المضي في الدراسات والإجراءات القانونية، لكن وجب الانتباه لأنه كما يقال “الشيطان يكمن في التفاصيل” .

 

  

عذراً التعليقات مغلقة