ليلة عاشوراء بين فرح السني وحزن الشيعي

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير12 أكتوبر 2016آخر تحديث : الأربعاء 12 أكتوبر 2016 - 12:09 صباحًا
ليلة عاشوراء بين فرح السني وحزن الشيعي

 فصامه سيدنا موسى شكرا لله تعالى، ثم صامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى أمته بصيامه، وهو اليوم نفسه الذي يصادف ذكرى مقتل حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، (الحسين بن علي) في موقعة كربلاء، لذلك كان يوم حزن وعزاء عند الطائفة الشيعية.

 

وفي هذا الصدد، سمي هذا اليوم بهذا الإسم، لأنه اليوم العاشر من محرم وفق التقويم الهجري، حيث نجد أهمية هذا اليوم كبيرة بالنسبة للسنة والشيعة،

فالنسبة لأهل السنة، يبقى يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجا الله فيه النبي موسى ومن معه من “بني إسرائيل” من قوم فرعون حيث فلق النبي بعصاه البحر وتمكن من الفرار بينما غرق فرعون وجنوده، “قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ورأى اليهود تصوم يوم عاشوراء قال ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى فقال:َ فأنا احق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه.”

 

وبالنسبة لأهل الشيعة ، ففيه وقعت الفاجعة الأليمة بمقتل الحسين وآل بيته ظلما، لذلك تبقى عاشوراء هي ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد من ابنته فاطمة، الذي لقي حتفه سنة 680 ميلادية، في صراع على السلطة، كان إحدى أهم نقاط الانقسام بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية، ويحتفل الشيعة كل عام بذكرى مقتل الحسين، وتتوج الاحتفالات بيوم العاشر من شهر محرم حسب التوقيت الهجري، ورغم أنهم أقلية في العالم الإسلامي، إلا أنهم أغلبية في العراق وإيران ويمثلون شرائح كبيرة في البحرين ولبنان ويخرج مئات الآلاف منهم في عاشوراء.

 

– طقوس عاشوراء عند الشيعة 

وللشيعة طقوس وشعائر خاصة يقومون بها طيلة الأيام العشر الأولى من محرم، للتفكر بالحدث الجلل، ومن أهم تلك الطقوس، زيارة ضريح الحسين، لإضاءة الشموع وسرد قصة مقتله هو وآل بيته، والبكاء واللطم فور سماعها تعبيرا عن حزنهم وألمهم العميق لحدوثها، ويقومون بالإنصات لقصائد تحكي تلك المأساة، ومواعظ تحكي قصة استشهاد الحسين وأهله، والمعاناة التي تلقاها هو وأهله قبل استشهادهم من تعذيب وحصار وحرمان، وتلك التضحية العظيمة التي قدمها في سبيل الإسلام ودرء الفتن التي تسببت في قتله.

ووصف “الحسين بن علي” بأنه يعتبر رمزا للنضال ضد الإضطهاد والظلم والطغيان، ويقوم الشيعة بتوزيع المياه بكثرة، للتذكير بحرمان الحسين من الماء لأيام وهو جاثم وسط الصحراء في كربلاء، ويعتبرون صيام يوم عاشوراء مكروها، حيث يكتفون بالإمتناع فيه عن الماء، تشبها بعطش الحسين وآل بيته في ذلك اليوم ويقومون بإشعال النيران والتي ترمز للحرارة العالية في تلك الصحراء، ويقوم البعض بتمثيل الواقعة وأحداثها والتي أودت بحياة الحسين وآل بيته في نهايتها، ويقومون بعمل (موكب الحسين)، وذلك عن طريق تمثيل حادثة مقتله جماهيرياً، ويقومون بما تسمى بعمليّة ( التطبير )، أي ضرب أنفسهم حتى تسيل دماؤهم مواساةً للحسين، كما يضربون أنفسهم بالسلاسل. 

– عاشوراء عند المغاربة 

اما في المغرب فيسمى هذا اليوم، بيوم (زمزم)، حيث يقوم الناس برش الماء على بعضهم البعض وعلى ما يملكون تبركا بهذا اليوم، ويحاول التجار عرض كل بضائعم وبيعها في هذا اليوم، ويعقب هذا اليوم (ليلة الشعالة)، يتحلقون حول النار مرددين الأهازيج، تحكي بعضها قصة مقتل الحسن والحسين، دون الإشارة الى اسمائهم، بل يطلق عليهما إسم (عاشور)، لتتخللها النياحة وأهازيج أخرى، وتقوم الأسر بتقديم الزكاة للفقراء.

 

عذراً التعليقات مغلقة