جماعة اولاد سعيد بين الإهمال المستمر و التواصل المنقطع

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير20 فبراير 2017آخر تحديث : الإثنين 20 فبراير 2017 - 5:00 مساءً
جماعة اولاد سعيد بين الإهمال المستمر و التواصل المنقطع

 هذه الجماعة، والتي على ما يبدو أنها مازالت قابعة في العصور الحجرية، على الرغم من الثروات الفلاحية التي تزخر بها هاته المنطقة.

وفي سياق الحدث، فإن هذه الجماعة القروية الضارب تاريخها النضالي منذ القدم، والتي تعتبر من أعرق الجماعات القروية تأسيساً بالتراب الوطني 1925م، باتت اليوم تتخبط مختلف مرافقها العمومية، وأزقتها، وحتى أحياؤها وسط الأزبال والنفايات والقاذورات، أقل ما يقال أنها وضعية مأساوية يندى لها الجبين، حيث أن اولى قطرات الغيث لهذه السنة فضحت بنيتها التحتية، واتضح معها التسيير والتدبير العشوائي والإرتجالي لجل المرافق التابعة لجماعة أولاد سعيد، الأمر الذي يدل على غياب استراتيجية شمولية توافقية ذات طابع ديمقراطي تشاركي مع فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة، وخير دليل على ذلك تشييد أكبر مدار طرقي أو “رونبواه” يضاهي مساحة الفيلاج التي كان بالإمكان أحسن مما كان لو صرفت أموالها في عديد الأشياء الأخرى….. قد تعود بالنفع على المنطقة مستقبلا .

وفي ذات السياق، وعلى غرار الوضعية الكارثية لباقي المرافق، لم تسلم البيئة هي الأخرى من التسيير الإرتجالي للمجلس الجماعي، إذ لم تحترم المزبلة الجماعية المعايير الصحية المعمول بها وطنيا والمنصوص عليها في الميثاق الجماعي،حيث تبقى هذا المطرح شاهدا على انتهاكات وخيمة في حق المجال الأخضر، سيما بعد وضعه وسط كثافة من أشجار الزيتون، ناهيك عن السوق الأسبوعي الذي يهدي كل يوم الأربعاء غنيمة مالية تقدر بالملايين تضخ بخزينة الجماعة، ومع ذلك فالجماعة مازالت تستعمل الجرار الذي يطل كل صباح على الساكنة بصوته المزعج عوض شاحنات النظافة لجمع النفايات.  

أما فيما يخص سبر أغوار شباب المنطقة، فيبقى الملعب الوحيد بذات الجماعة هو الملاذ والمتنفس اليتيم للشباب “السعيدي” المتعطش للرياضة، والحري بالذكر أن هذا الملعب تنعدم فيه جميع الظروف الرياضية والصحية، زد على ذلك غياب دار الشباب التي من شأنها هي الأخرى فتح مجالات الإبداع وتفجير طاقات شباب المنطقة، هذا إلى جانب الملعب السوسيو رياضي الذي لم يمر على تأسيسه سنوات قليلة حتى صار من المتلاشيات، نتيجة الإهمال واللامسؤولية، سيما وعدم تخصيص حارس لهذه المنشأة من طرف الجماعة.

وفي ذات السياق، وكنتيجة لغياب المرافق الحيوية بالجماعة، بات الشباب “السعيدي” مخير بين أمرين أحلاهما مر، إما مغادرة أرض الجماعة صوب المدن الكبيرة مكرها، أو إنتهاج السبل غير القانونية، التي لا محالة تؤدي بهم إلا ما لا يحمد عقباه…..أهكذا تعامل الجماعة شبابها وساكنتها؟

عذراً التعليقات مغلقة