روبرتاج: احتفالات البوناني بسطات.. شوارع فارغة وأمن متحفز

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير1 يناير 2020آخر تحديث : الأربعاء 1 يناير 2020 - 11:07 مساءً
روبرتاج: احتفالات البوناني بسطات.. شوارع فارغة وأمن متحفز

حركة متثاقله شهدتها شوارع مدينة سطات ساعات قبل منصف ليلة “راس العام”، فلا شيئ كان يوحي بأن هناك مظاهر احتفال أو حدث خاص، سوى أضواء متلألئة لسيارات الأمن كانت تجوب الشوارع والطرقات بشكل مكثف، تخترق معها الظلام الذي يغرق فيه شارع الحسن الثاني وبعض الشوارع الأخرى، وتصنع فرجة تعوض مشاهد عدسات المصورين أمام “البابا نويل” الذي غاب عن المدينة هذه السنة.

وعلى غير عادتها في متل هذه المناسبات، لفظت شوارع المدينة المارة مبكرا، حيث فضل أغلبهم العودة لمنازلهم تحت وطأة البرد القارس والخوف من تحرشات معربدين لا يجدون بدا من بصم نهاية السنة بطريقتهم الخاصة حتى ولو دقت ساعة منصف الليل عليهم بمخفر الشرطة.

حتى حركة سير السيارات بدت ثقيلة وانحصرت على العابرين إلى مراكش أو البيضاء عبر الطريق الوطنية، بفعل كثرة السدود الأمنية وعمليات المراقبة، وخوفا من بعض الطائشين الذين يحتفلون بالسنة الجديدة عبر تقديم عروض في “الدريفت” تحت تأثير المبالغة في “النشاط”

“آخبار سطات” تحصلت على ترخيص من الإدارة العامة للأمن الوطني لمرافقة دوريات الشرطة بالمدينة، وقضت ليلة رأس السنة متنقلة بين محلات بيع الحلويات ومفوضيات الأمن والمستشفى الإقليمي وبعض السدود الأمنية ورصدت مظاهر ليلة رأس السنة بمدينة سطات.

   

 حلوى البوناني.. ما مفاكينش..


محلات بيع الحلويات شهدت إقبالا كثيفا جعل جلها يقفل أبوابه في وقت أبكر مما اعتاد عليه بفعل نفاذ كميات الحلويات التي خصصها لهذه الليلة، ببعض المحلات المعروفة بجودت منتجاتها بدت صفوف طويلة من المواطنين الراغبين في اقتناء الكعكة الخاصة بهم غير آبهين بزيادة سجلت في أسعار الكيلو الواحد من الحلوى بالمقارنة مع الأيام العادية، يخبرنا “عبد الواحد” وهو مسير مخبزه عصرية بأنهم كانوا في المحل يتوقعون هذا الاقبال الكثيف وهو ما جعلهم يفعلون خاصية الطلب المسبق للحلوى أيام قبل الموعد، مما مكنهم من تلبية طلبات أغلب زبنائهم. أغلب من التقتهم “أخبار سطات” أمام أبواب المحلات عبروا عن امتعاضهم من هذه المعاناة للحصول على قطع حلوى، وأكدوا بأن ما يجعلهم مصرين على إضافتها لقائمة مشترياتهم لهذا اليوم لا يعود إطلاقا لخصوصية ليلة رأس السنة، بقدر ما هو إرضاء لأطفالهم بعد أن ارتبطت مناسبة “البوناني” في أذهانهم بالحلوى.

وسط المدينة كان يحمل جديدا بالنسبة للسطاتيين هذه السنة، بعد أن تمت معاينة حلويات تباع على الرصيف وبأثمنة تتراوح بين 20 و30 درهما جعلت الاقبال عليها كثيفا خصوصا من ذوي الدخل المحدود الذين لم يريدوا تفويت فرصة الاحتفال، لا أحد يسأل عن جودة هذه المنتوجات المعروضة ولا مطابقتها لمعايير السلامة الغذائية، ما يهم هو أنها تتطابق مع ما يوضع على مائدة ويتحولق حوله الصغار والكبار دقائق قبل إعلان متصف الليل ويسمى “حلوى البوناني”.

 

لا هدايا في جراب “البابا نويل” لهذه السنة..


الرواج الذي شهدته مختلف مخابز المدينة وازاه ركود قاتل بالنسبة لمحلات بيع الهدايا والتذكارات، وحسب ما عاينته “أخبار سطات” داخل أهم المركبات التجارية، بقيت المحلات شبه فارغة بل وأقفل جل أصحابها الأبواب في حدود السابعة مساءا، يخبرنا “عزيز” صاحب محل لبيع العطور والتذكارات وسط المدينة بأن اليوم كان مخيبا للآمال، وشكل استمرارا للركود التجاري الذي تشهده المدينة منذ سنوات، وتذكر ” عزيز” بحصرة سنوات خلت حين كان مدخول يوم أو يومين قبل رأس السنة يضخ في رصيده قيمة ما يربحه طيلة شهر كامل. “الحركة ميتة اللهما نهبطو الريدو او نمشيو نتفرجو فالتلفزة حدا ولادنا” يضيف عزيز بحنق. وضع يفسر ربما اختفاء عبارات التهنئة بالسنة الجديدة عن واجهات المحلات التجارية هذه السنة، بعد أن كانت محلات فيما مضى تزين مداخلها بشجرة “الميلاد”


استعدادات أمنية مكثفة..


باشرت ولاية أمن سطات مجموعة من التدابير الأمنية الاحترازية استعدادا لاحتفالات رأس السنة الميلادية، حيث تم توجيه تعليمات صارمة إلى مختلف رؤساء الدوائر الامنية ورؤساء المصالح بالمدينة برفع حالة التأهب الأمنية إلى الدرجة القصوى، وذلك تطبيقا لمخطط أمني استباقي سيستمر العمل به إلى الأيام الأولى من سنة 2020. كما توصلت مختلف الدوائر الامنية بمدينة سطات بتعليمات تقضي بإلغاء العطل أو طلبات الإذن التي تتراوح مددها ما بين 24 و48 ساعة بالنسبة لجميع العناصر الأمنية، وبالتالي فلم يكن بإمكان أي رجل أمن الحصول على عطلة إلا بعد مرور أيام الاحتفال برأس السنة

وعملت مصالح الأمن على تطبيق تدابير خاصة لهذه المناسبة عبر تكثيف تواجد عناصرها على الطرقات الرئيسية والتقاطعات الهامة لتسهيل حركة المرور والسهر على راحة المواطنين وبشكل خاص أمام دور العبادة والمطاعم والنوادي الليلية والمراكز التجارية وغيرها من المرافق التي تتركز فيها أماكن السهر وتشهد حضورا كثيفا للمواطنين، وتكثيف عمل رادارات السرعة الزائدة وحواجز فحص نسبة الكحول في الدم.

وتقوم هذه التدابير بالأساس على رفع درجة اليقظة والحذر وإقامة الحواجز والسدود القضائية في مداخل مدينة سطات، تحسبا لأي مظاهر شاذة بإمكانها الاخلال بالنظام الامني داخل المدينة.كما تنبني الخطة الأمنية على تشديد الحراسة الأمنية على كل المقرات الحساسة بالمدينة من أبناك، محطة القطار، قصر بلدية سطات، المتاجر الكبرى، عمالة سطات، المؤسسات الإدارية، وأماكن العبادة بالإضافة إلى الأماكن التي يتردد عليها المواطنون من أجل الترفيه.

تنقيط متنقل وحواجز أمنية ..

بمداخل مدينة سطات، عاينت “أخبار سطات” سدودا قضائية متعددة أشرف عليه رجال أمن بمختلف تشكيلاتهم، إضافة إلى فرقة خاصة لتفتيش السيارات والشاحنات والعربات وكذا الدراجات المشكوك فيها، ونشطت السدود القضائية بشدة خلال الأوقات التي تعرف فيها مداخل المدينة حركة كبيرة من قبل السيارات وذلك لمراقبة دقيقة للراغبين في الولوج لوسط المدينة، وهي الإجراءات التي لم تأثر على حركية الانسياب المروري، وتفهمها جل المواطنين ..

وعملت تشكيلات أمنية على تفتيش جميع السيارات والشاحنات التي أثارت شكوك الأمنيين، وما ساعد في سلاسة العملية التوفر على عين أمنية الكترونية، إذ يتم تنقيط السيارة والتحقق من هوية صاحبها والبحث في حمولتها في وقت وجيز وبعين المكان دون انتظار أجوبة من قاعة المواصلات المركزية.

 

خطة التدخلات الاستباقية قلصت عدد الحوادث..


ساهمت عملية الانتشار المحكم للعناصر الأمنية بمختلف شوارع وأحياء المدينة، بعد تشخيص أولي للنقط السوداء والمرشحة لوقوع حوادث بها، في التقليص بشكل كبير من مظاهر العربدة والفوضى التي تعرفها مثل هذه المناسبات. ووصل عدد التوقيفات حسب معطيات غير رسمية حتى حدود منتصف الليل حوالي50 شخصا، لأسباب مختلفة أبرزها السكر العلني وإحداث الفوضى في الشارع العام، كما تم تنقيط أكثر من 200 شخص بمختلف السدود الأمنية التي أقيمت لغرض تأمين الاحتفالات.

 

عذراً التعليقات مغلقة