الباكوري … والباكور الهندي …

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير16 ديسمبر 2015آخر تحديث : الأربعاء 16 ديسمبر 2015 - 9:13 صباحًا
الباكوري … والباكور الهندي …

لم أكن أعلم أن (قشابة) مصطفى الباكوري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة جد (ضيقة). وأنه سيتضايق لمجرد أنني نبهته إلى الوعد الكاذب الذي وعد به نائبه الأول إلياس العماري، سكان جماعة المنصورية. وقلت له بكل وضوح وشفافية أن وصيفه في حزب الجرار ، وعد السكان الأبرياء خلال لقاء تواصلي نظمه مكتب الحزب بإقليم ابن سليمان، شهر أبريل الماضي بفضاء مقهى رئيس بلدية المنصورية (ميموزا). بأنه سيحل أزمة النقل إلى المحمدية. وأضاف أن الخبر السار سيزفه إلى السكان قبل متم شهرين من تاريخ اللقاء.. وألزم نفسه في حال عدم تسوية الأزمة، بأن يحل مكتب الأمانة الإقليمية للمحمدية التي كانت تقود المجلس البلدي حينها.. وإن عاد إليهم يرشقونه بالحجر..  لكن ونحن على مشارف نهاية السنة… لا هو حل أزمة النقل، ولا هو حل مكتب الحزب بالمحمدية…. ولا هو عاد ليرى هل سيرشقه سكان المنصورية بالحجر… والأكيد أن سكان المنطقة الطيبين، لن يؤذوا فأرة.. فما بالك بمن كانوا يعتبرونه أسد… لأنهم رشقوه ورمقوه بأعينهم وقلوبهم  عندما وثقوا في كلامه. وصفقوا له. وعندما صبروا رغم مضي أزيد من شهرين… وصوتوا لممثل حزبه بالمنصورية، وجددوا ثقتهم فيه لكي يقود من جديد سفينة المنصورية الغارقة في وحل الفقر والبناء العشوائي.. لم يتلقى المهندس البارع في الطاقة ابن مدينة فضالة من مداخلتي الفاضحة للوضع بالإقليم المتردي، سوى جملة (الرشق بالحجارة). التي ضل يلكه في فمه، قبل أن يجد لها مخرجا.. ويتحول من وضعية المستفسر الذي عليه أن يرد على تساءلي، إلى وضعية الضيف المسكين الذي يخاف أن نرشقه بالحجر…. أنا لست منتخبا ولا مسؤولا ولا رئيس مصلحة خارجية و… لكي أجامله وألاطفه في الوقت الذي أتيحت لي الفرصة لكي أوصل له أصوات المواطنين والمواطنات بكل واقعية واحترام متبادل. وما كان عليه سوى أن يرد قدر المستطاع، أو يشير إلى أنه سيتصل بوصيفه، ليتأكد من مدى صحة ما قلت له.  

… إن هذا ما جعلني أعيد تفصيل ما ذكرته ولا ما لم يسعفني الوقت والذاكرة على ذكره له أثناء مداخلتي المتواضعة التي تدخل في إطار مجموعة مداخلات لفعاليات ومنتخبين بالإقليم حضروا الملتقى الجهوي، صباح يوم السبت الماضي بمقر عمالة ابن سليمان.. أملا في أن يجد الوقت الكافي واللازم لإعادة النظر في رد فعله. والاقتناع بأن من خاطبه بلهجة الغاضب والمحبط، لم يكن مسخرا ولا مدفوعا ولا بخلفية سوء النية.. ولكنه رجل اعتاد على قول الحقيقة في وجه أي كان وأينما كان… أملا في أن ينتصر الحق وأن تجد المصلحة العامة سبلا وجسورا لتغطية كل ذوي الحقوق بهذا الإقليم البئيس والمهمل…

ناشدته ومعه والي الجهة  بأن يوقفا التراخيص بالاستثناء، لأنها دمرت الطبيعة والحياة بهذا الإقليم. وحولت برك مائية (ضايات) إلى اسمنت مسلح، دون أن يستفيد منها السكان. واستفسرتهما ومعهما مدير الوكالة الحضرية، عن سبب عدم صدور تصميم التهيئة الخاص بمدينة ابن سليمان. وكيف أن التصميم السابق انتهت فترته (1998/2008)، وأنه بعد مرور 7 سنوات. لازالت المدينة تعيش فوضى في التعمير. ولازال السكان محرومون من زيادة الطوابق، رغم أن أبنائهم وبناتهم كبروا وتزاوجوا…  علما أن ذوي النفوذ والموالين لهم شيدوا طوابق عشوائية بدون تراخيص.

حدثتهما  عن الشريط الساحلي المحتل من طرف لوبيات الفساد والاستعباد. هؤلاء الذين تحدث عنهم تقرير المجلس الأعلى للحسابات بكل دقة ووضوح. عاثوا فساد بالشواطئ. لم يجدوا من يردعهم ويوقف زحفهم على الرمال والشواطئ.

حدثتهما عما يعاني السكان عمومي والطلبة على وجه الخصوص من أزمة خانقة في النقل إلى مدينة المحمدية. وهي أزمة مفتعلة سياسيا. وكيف أنه بإمكانكم أن تضعوا حدا لمعانتهم. وأشرت إلى الاقتراح الذي سبق واقترحته على رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء/ المحمدية. والذي نبهته إلى انه يشرف باستقلالية مالية وإدارية على أزيد من 100 ألف طالب وطالبة. وأنه بإمكان الجامعة أن تتعاقد مع شركة للنقل الجامعي، تعمل في كل خطوط الطلبة بالدار البيضاء والمحمدية وابن سليمان وبوزنيقة والمنصورية. كما بإمكانه أن يتعاقد مع شركة مطاعم. لفتح مطاعم بكل الكليات والمعاهد. وأنه بإمكان الجامعة أن تدخل في اتفاقية شراكة ودعم مع مجلس الجهة واللجنة الجهوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأن تمكن الطلبة من النقل والتغذية بأثمنة رمزية.  

عرجت بهما إلى قطاع الصحة، وأشرت بالأساس إلى مستودع الأموات بالمستشفى والذي يعود الإشراف عليه إلى بلدية ابن سليمان. ونبهتما إلى أن هذا المستودع الذي يتسع لستة جثث، به الآن سبعة جثث مجهولة الهوية (XبنX). ولم يعد فيها مكان لأي جثة أخرى. وأشرت إلى مشروع مستودع الأموات الكبير والعالق منذ أزيد من عشر سنوات، وهو مستودع يتسع لأزيد من 50 جثة (مسلمين،مسيحيين). وطبعا  يرجع الفضل في إحداثه إلى الطبيب الطيب الراحل بنسليمان الفسريري. الشخصية التي بات لزاما أن ينقش اسمها على لوحة من ذهب وتعلق كرمز للنضال الحقيقي. وخانتني الذاكرة حينها، ولم أشر لهما إلى أن المرضى الذين لا يجدون علاجا لهم بالمستشفى الإقليمي، يجدون صعوبة للولوج إلى مستشفيات الرباط والدار البيضاء. وأنه بات من الواجب الإسراع بتمكينهم من ولوج مستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية والمستشفى الجامعي ابن رشد، مثلهم مثل باقي سكان المحمدية والدار البيضاء.

 

أعلمتهما وأنا متأكد من أنهما لا يعلمان … أن الإقليم الذي يزخر بطاقات واعدة ومحترفة في الثقافة والفن والمسرح والتمثيل والفن التشكيلي والموسيقى … يعاني من سوء اهتمام وزارة الثقافة. إذ كيف أن دار الثقافة الوحيدة بالمدينة، والتي بناها المجلس البلدي، لم تكلف الوزارة نفسها عناء تعيين مدير. وكيف أنها اكتفت منذ عدة عقود بتعيين مكلفين بالإدارة. مع العلم أن المكلف بالإدارة السابق أو المكلف بالإدارة الحالي لهما كل المؤهلات لكي يستحقا إطار مدير. وكيف أن مدينة بوزنيقة التي بها حوالي 40 ألف نسمة، ليست بها دار الثقافة. وأن جماعة المنصورية (الحضرية على الورق)، بها بناية أنجزها الرئيس، وكتب عليها (دار الثقافة). وهي غير معترف بها من طرف الوزارة. كما أن بعض شباب المنطقة يعتبرونها خاصة بالموالين للرئيس.

نبهتهما إلى قطاع الرياضة  بالإقليم مهمل. وأن وزارة الشباب والرياضة لا يهمها سوى استنزاف جيوب الشباب والأسر  مقابل سويعات قليلة من التداريب والركض. وأشرت إلى مركب العاب القوى الذي افتتح الملك محمد السادس على أساس أنه مركب جهوي. لكن هذا المركب بات يستقطب روادا من خارج الجهة. ولا يهتم بأطفال وشباب المدينة التي تحضنه.  وكيف أن القاعة المغطاة التي بنيت بشراكة مع بلدية ابن سليمان والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومحسنين، باتت تضخ الأموال لفائدة وزارة الشباب والرياضة. وكذا مركبات القرب بابن سليمان وبوزنيقة، وكذا الملعب البلدي بوزنيقة.. هذه المرافق، التي شكلت جمعيات غامضة داخلها. كلفت باستخلاص الأموال من الفقراء ومحدودي الدخل. وهي جمعيات لا يحق لها قانونيا أن تجمع المال وتصرفه. كما أن مكاتب تلك الجمعيات يجب أن تطعم بفعاليات رياضية من المجتمع المدني ، لا أن تبقى محصورة على موظفي الوزارة بالإقليم.

 

كنت أود أن أساءلهما عن  فضيحة المديرية الجهوية للصناعة التقليدية بالجهة الملغاة (الشاوية ورديغة)، التي ضلت تسارع الزمن من أجل الحصول على المصادقة النهائية لأغرب مشروع مخطط جهوي بغلاف مالي حدد في 536.6 مليون درهم، يفترض أن يتم إنجازه على مدى خمس سنوات(2015/2020)، فوق تراب جهة تم الإعلان عن حذفها من خريطة المغرب. بعد أن أعلنت الحكومة عن تقليص عدد الجهات من 16 إلى 12 جهة. حيث أن إقليم خريبكة المنتفع الأكبر من المشروع أصبح ضمن جهة بني ملال خنيفرة، بينما باقي أقاليم الجهة ضمت إلى جهة الدار البيضاء سطات. وهو مشروع غامض، يعتمد على ما سماهم ب(مستثمرين آخرين)، يفترض أن يساهموا بمبلغ 303,6 مليون درهم في الغلاف الإجمالي للمشروع. يبدو أن هناك جهات من داخل السلطات والمجالس الإقليمية والجهوية وربما الوزارة الوصية، تضغط بقوة من أجل المصادقة على المشروع من طرف المجالس الإقليمية والمجلس الجهوي وغرفة الصناعة التقليدية، دون اقتناع تام للمنتخبين. هذا المخطط الذي أعدت له عدة دراسات، والكل كان يعرف بأن الجهة ملغاة…وأن إقليم خريبكة الذي كان سينال النصيب الأكبر من المشاريع لم يعد منتميا لنفس جهة باقي الأقاليم المعنية.

كنت أود أطلب منهما البحث عن المشاريع العالقة بالإقليم، وعن سبب تعطل مشروع (مطار ابن سليمان) العالق. والذي بسببه تم التنافس بين المستثمرين الكبار من أجل اقتناء الأراضي بضواحيه. وضمنهم منتخبون ومسؤولون كبار. وعن محطة المعالجة للمياه العادمة، التي تتعرض للتخريب، ولم تعد صالحة لمعالجة كل مياه الإقليم. وكيف أنه بسبب تعنت من يسيطر عليها، ويحتكرها لسقي كولف المنزه. تدفقت المياه العادمة إلى أكبر منتزه بضواحي المدينة (عين السفيرجلة)، ولوثت المياه والغابة. وكيف أن نافذين بالمدينة، يستغلون مياه الوادي الحار غير المعالجة، في سقي فلاحتهم. ويبيعون منتجاتهم المسمومة للعموم. وكيف أن مقالع الأحجار والرمال التي يتغنى بها البعض، لم تخلف بالإقليم سوى الدمار والتلوث. بسبب تجاوزات أصحابها، ألتفت الغابات ونفق الوحوش، وخربت الطرق والمحاصيل الزراعية. وزهقت الأرواح تحت عجلات شاحناتهم التي كتبوا عليها (ممنوع اللمس).

كنت أود أن أطلب منهما الاتصال بالمسؤولين بالمياه والغابات إقليميا وجهويا وطنيا، لاستفسارهم عن مصير تلك الأراضي الغابوية (أزيد من 58 ألف هكتار بالإقليم)، التي فوتت أجزاء كبيرة منها  بدون وجه حق لجمعيات قنص وهمية، وعن سبب رفع حراستهم، حيث عمليات قطع الأشجار وصناعة الفحم الخشبي (الفاخر) عرفت استفحالا كبيرا، وحيث تحولت الغابة إلى مطرح لبقايا مواد البناء والحيوانات النافقة، ومهربي المخدرات….

أظن أنني سأكتفي بهذا القدر … وأملي أن ألا تنسوا  أن إقليم ابن سليمان هو رئة جهة الدار البيضاء/ سطات ومعها جهة الرباط… ومن العار أن يتحول إلى مخازن واسطبلات  ومزابل وضيعات لسكان الجهتين..  فقد هرمنا من الحديث عن مآسي الإقليم… وهرم السكان من الاحتجاج … والنتيجة لا تتغير رغم تعاقب المسؤولين والمنتخبين …  حصيلتنا دائما بطعم (الباكور الهندي) …

ولكم واسع النظر  … 

عذراً التعليقات مغلقة