واقع حال المدرسة العمومية

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير8 يناير 2016آخر تحديث : الجمعة 8 يناير 2016 - 11:49 مساءً
واقع حال المدرسة العمومية

كثيرة هي المطبات التي تتخبط فيها منظومتنا التربوية والتعليمية ,و في نفس الوقت نجد الآداء الحكومي على مستوى التعليم  الى الأن لازال باهتا  وضعيفا ,حيث أن الحكومة ووزارة التربية الوطنية  والتكوين المهني على وجه الخصوص لم تستطع أن تضع المنظومة التعليمية على سكتها الحقيقية ,وأخفقت  في اخراج  قطاع التربية والتعليم من عنق الزجاجة .فالتدابير ذات الأولوية بدى واضحا أن تنزيلها يعرف من التذبذب والضبابية مالم يعد خافيا على أحد ,وما يتم التركيز عليه أكثر هو شكلي وليس له أي جانب من الأولوية في الوقت الذي يجب أن تنصب الجهود أكثر على البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية  التي تعاني ماتعاني وكذلك على الموارد البشرية وخصوصا الأطر التربوية حيث تشهد المنظومة التربوية خصاصا مهولا يتزايد مع كل موسم دراسي أمام نسب التقاعد التي هي في ازدياد مستمر .واذا كان هذا هوواقع حال تعليمنا العمومي من حيث الخصاص في الأطر التربوية فكيف يعقل أن يتم اعتماد مرسوم يجعل من مسار سنة من التكوين في مراكز مهن التربية يتوج بشهادة تأهيل فقط  لاتخول لصاحبها التوظيف في سلك التدريس الا بعد مباراة أخرى وهذا المرسوم وفي ظل هذه الظروف التي تمر بها منظومتنا ومدرستنا العمومية هوفي تقديري ليس في محله ويجب اعادة النظر فيه الا اذا كنا فعلا نريد  الإجهاز على مدرستنا العمومية  وتكوين أفواج من المدرسين والمدرسات وتقديمهم على طبق من ذهب الى الؤسسات التعلمية الخاصة وهذا مالا نرجو أن تكون حكومتنا وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني تؤمنان به .

ان التكوين في مراكز مهن التربية والتعليم والذي يصطلح عليه المتخصصون التكوين الرسمي كان ولازال مجال بحث ودراسة حيث تعالت الأصوات  ولازالت داعية الى  اعادة النظر فيه بدء من المناهج والبرامج وانتهاء بمدة هذا التكوين حيث لم يعد مقبولا أن تخصص سنة واحدة تجمع بين ما هو نظري وتطبيقي .

إن مانراه ومانسمعه عن المدرسة المغربية والعمومية عل وجه الخصوص  من طرف المسؤولين الحكوميين وخصوصا بوزارة  التربية والتعليم والتكوين المهني لا يعدو أن يكون مجرد شعارات يكذبها واقع حال المنظومة  والذي وصفته خطابات عاهل البلاد بأنه دون الإنتظارات ,حيث نجد الخطاب الملكي يوم الثلاثاء  20 غشت 2013 و بعد الإشادة بالانجازات المحققة على ارض الواقع بعد الإصلاح التعليمي منذ 2000 أي الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، إلا أنه يصفها بغير الكافية ، وأنها انجازات ضعيفة ، لم ترقى إلى مستوى الانتظارات التي كنا ننتظرها عند نهاية العشرية الأولى من تطبيق الميثاق الوطني للتربية التكوين مابين 2000 و 2010  ، ثم جاء المخطط الاستعجالي 2009 وما رافق ذلك من صرف ملاييير الدراهم من ميزانية الدولة دون نتيجة ملموسة ، باستثناء ما جاء في الخطاب الملكي ،وهي ارتفاع معدل التمدرس ،وتوفير بعض التجهيزات كالمطاعم و دور الطلبة ، و التي نجد غالبيتها ناتجة عن الشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية او مؤسسة محمد الخامس للتضامن ، وهنا يحق لنا جميعا أن نتسائل أين ذهبت ملايير الدراهم التي كانت مخصصة للبرنامج الإستعجالي  وهل صرفت كل الإعتمادات في ما رصدت اليه هذه الأسئلة وغيرها  نتمنى أن يجيبنا عنها المجلس الأعلى للحسابات.

        إن المنظومة التربوية اليوم تحتاج منا جميعا وقفة تاريخية للخروج بها من محنتها وعلى الجهاز الحكومي ككل ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أن يتحملا مسؤولتهما كاملة في رد الإعتبار للمدرسة العمومية و النهوض بها على  جميع المستويات  و أن يتجاوز  الأداء  والإصلاح ماهو شكلي وليس ذا أولوية وأن ينكب على ماهو جوهري وبنيوي.

عذراً التعليقات مغلقة