“خالد” يرثي بكلمات مؤثرة والده فقيد اسرة التعليم بسطات المرحوم “نور الدين بيلا” : عشت في هدوء ورحلت في هدوء

رحل أبي وسندي الأستاذ نور الدين بيلا عن هذه الدنيا..

رحل وهو يقول رغم ضعفه سأحاول الذهاب للعمل “باش ما نضيعش ولاد الناس”. رحمة الله عليك يا قلبا حنونا، لا يرد طلبا لا لصديق ولا لعدو، رغم أنك لم تعتبر قط شخصا خصما أو عدوا. كانت أول شهادة طبية يدفعها للإدارة في مسيرته كلها، وبعد إلحاح من أسرته، فكانت الأخيرة. علمنا التفاني في تبليغ الرسالة في أبهى تجلياته، لله ما أعطى وما أخذ. الغريب يشهد أنه كان لهم بمثابة الأب، فما عساي أقول؟؟؟ ذهبت عند خالقك يوم الجمعة باسما، بين أحضان أسرتك الصغيرة، وقلبي لا زال يحن لحضنك أبي، ويحن لصوتك ونصائحك وابتسامتك. كنت إبنا بارا فلحقت بوالدتك بعد شهر من فراقها. عشت في هدوء، ورحلت في هدوء. أشهد لك أنك لم تطعمنا قرشا (لا أقول حراما) بل فيه شبهة أو شائبة. اعتدت أن تجعل مؤسستك محجا سنويا لأبناء الشعب من مختلف المدارس مع اقتراب امتحان الباكالوريا، من أجل ساعات الدعم المجانية. وبالليل تجعلها ساعات دعم أخرى للأيتام، ووسط الأسبوع لزملائك تتقاسم معهم ما رزقك الله من علم. رزقك الله قناعة لم أر لها مثيلا قط، فكنت تحرم على نفسك كل فلس مقابل نشر العلم أو مقابل أي عمل آخر. اللهم تقبل منه وتبثه عند السؤال، واجعل قبره روضة من رياض الجنة. فهو لم يكن أبا لي فقط بل أبا لأجيال وأجيال، لم يكن يفرق فيها بين ابن فقير ولا غني، ولا مسؤول ولا فلاح، فكان الجميع يرتاح ويرضى. رغم اكراهات القسم والفئة العمرية التي تتعامل معها اخترت أن تبقى وفيا لرسالة العلم، وكنت تقول، أنا خلقت للقسم. كان في أيامه الأخيرة يقول لي وأنا أطلب منه أن ينال قسطا من الراحة بسبب تعبه: رغم تعبي ولكنني أشعر بالراحة أثناء شرح الدرس. أشهد الله أنك كنت نعم الأب ونعم الجد ونعم الصديق النصوح. رحمك الله تعالى ورزقك الفردوس الأعلى وجعل قبرك روضة من رياض الجنة.
رحل أبي فكُسر ظهري وتهشم قلبي وتحطم فؤادي. إن العين لتدمع، وان القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبي الحبيب لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله.
أرجوكم، أطلب من كل من يعرفه أو لا يعرفه أن يدعو له بالرحمة والمغفرة وأن يتقبل منه صالح الأعمال.

المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=3987