حي مفتاح الخير المتواجد في الجانب الغربي للمدينة فوق مساحة تتجاوز 65 هكتار وتضم كم هائل من الفيلات والعمارات والمساكن، لكن ما هي اشكالات هذه التجزئة التي عرفت سخاء غير مسبوق بالمدينة من حيث التراخيص الاستثنائية، مكنت صاحبها على ثلاث مراحل من قرابة ألف بقعة سكنية جديدة حسب ما صرح به خبير في التعمير لإحدى المنابر الاعلامية؟ سخاء يؤدي ثمنه حاليا زبناء التجزئة الذين شيدوا فوق بقعهم سكن يمثل حلم العمر الذي يرغب بالارتقاء لرغد الحياة وعذبها. حلم كسره واقع جشع الراسمال ولامسؤولية الادارات المعنية. فالمساحات الخضراء، ومرافق القرب والاسواق والمساجد، بل وحتى المرائب تم تحويلها لبقع سكنية بمباركة جماعية تتذرع تارة بالحاجة للوعاء العقاري والتسهيلات المفروضة للمستثمرين، وتارة أخرى تختبئ وراء نفوذ صاحب التجزئة واشهار ورقة معارفه المتواجدين بالعاصمة، مستدلا بمشاريعه الضخمة بجارتنا بن جرير عاصمة الرحامنة؟؟ غير أن هذا، حتى وإن صح، وهو الامر المستبعد كثيرا، فإنه لا يعفي مسؤولينا من المسائلة. نعم، فمشاكل الحي الممتد على جماعتي سطات الحضرية والمزامزة الجنوبية القروية، أضحت كثيرة ومؤرقة لساكنته.
من بين هذه المشاكل، بل وأبرزها، فك العزلة على هذا الحي وتمتيع ساكنته بحقهم الاساسي في حق الوصول لسكناهم في ظروف جيدة تحفظ لهم الامن والسلامة، لهم ولأبنائهم وأسرهم. فالحي المكتظ بالفيلات والمساكن الفردية والعمارات، يرتبط بالمدينة بقنطرة يتيمة في اتجاه الحي الصناعي ومراكش، أما الشريان الثاني فهو أحادي الاتجاه يلتقي بالشارع القادم من أحياء غرب المدينة في اتجاه وسطها، ما يفسر الاكتظاظ والمشاكل الاخرى. معاناة نقلها مجموعة من ساكنة الحي في وقفة خجولة يوم السبت الماضي، لكنها تعكس صرخات يصم الكل آذانه عنها. فالولوج للحي يفرض التوفر على سيارة خاصة، لأنه وبكل بساطة يرفض جل سياراة الاجرة التوجه له خصوصا ليلا، أما الحافلات والخدمات الجماعية فهي ترف في هذا الحي ليصبح جزيرة معزولة بسطات. أما إن تحدثنا عن الانارة العمومية والمساحات الخضراء وفضاءات الترفيه والتسوق، فإنه بالنسبة للساكنة من الخيال العلمي. بما يعني أنها ساكنة بالمجال الحضري وبقواعد العالم القروي؟
أمام هذه المشاكل التي قد تكون انطلقت شرارتها الاولى في وقفة السبت المنصرم، تفرض الانكباب بشكل جدي و مسؤول من قبل الجميع لايجاد حلول حقيقية ومستدامة، مع اهمية فتح تحقيق في هذا الملف تنزيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة من جهة، و ضمانا للحقوق الاساسية لساكنة الحي والمدينة. تحقيق من جهات مختصة في كل حيثيات هذا الملف، انطلاقا من احتساب المساحة الخضراء المفروضة في الواقع والتصاميم خارج الشوارع، وصولا للانارة العمومية و كيفيات تنزيلها إداريا وتقنيا. أما سؤال القيمة المضافة لهذا الاستثمار على التنمية بالمدينة، فهو لا يزال ينتظر أجوبة؟
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=9697
