مشاهد صادمة تلك التي وقفنا عليها في زيارة لفرعية الهواورة التابعة لمجموعة مدارس أولاد حمو بالجماعة الترابية مسكـــورة بالبروج، مشاهد شبيهة بما تتداوله مواقع التواصل عن قرى و دواوير المغرب العميق التـــي تعكس الواقع المر للتعليم المغربي والمدرسة العمومية ، فلا الطريق سالكا وصالحا للمرور حتى يمكن الحديث عن النقل المدرسي، و لا المسافة الفاصلة بين الدواوير المتناثرة المحيطة بها و وعورة المسالك تسمح بالتعليم و التشجيع عليه، و لا المسؤوليــن بهذه الربوع لهم بعد استشرافي لوضع تشخيص دقيق للحاجيات لمحاربة وفك العزلة و محاربة الهذر المدرسي…
في الطريق بدت الملامـــح…
في طريقنا إلى هذه الوحدة المدرسية عبر الطريق الجهـــوية رقم 308 من مدينة البروج إلى سطات عبر المدخل الشمالي كانت الطريق عادية إلى أن انحدرنا يمينا وسط أشجار عبر مسلك كان عاديا في البداية، لكن بعد تجاوز إحدى الربوات أصبح غير صالحا للمرور، وسط تلك الوديان، راودتنا فكرة العودة لكن تمسكنا بالإصرار، سألت مرافقي هل تسمحون لأبنائكم لوحدهم بقطع هذه المسافات وسط هذا الخـــــــلاء ، أجاب بحسرة ” كانت لدي طفلة لكن من واقعة اعتراض سبيلها من طرف كلاب ضالة لولا تدخل احد الرعاة أعدت النظر في مسألة تعليمها، في الطريق شرح مرافقنا عن واقع مرير ما يعانيه السكان الذين أدوا ثمـن صراع انتخابي مع ممثل الدائرة الانتخابية سابقا و رئيس الجماعة، تحدث بإسهاب عن ظروف الوصول إلى المقبرة في الطرف الأخر ، و عن أشياء غريبة كحلول شاحنة نقل الغاز التي ترابط في مدخل الدوار ليتكلف صاحب محل بنقل قنيناته على عربة مجرورة ، وما يعانيه الأطفال للوصول إلى هذه المدرســـة، حيث قال بنبرة ساخرة تختزل عامل البعد و اكراهات التنقـل ” التلاميذ بهذا الدوار فقط يستريحون في هذه الوحدة المدرسية لاستئناف رحلة العودة من جديد إلى منازلهم” …
في الوصول كانت الصدمة …
عبارة عن بقايا مدرسة وسط الخلاء معزولة بدون كهرباء و لا ماء، بجدرانها علقت لوحة كتب عليها تم تجهيز مدرسة م م أولاد حمو – لهواورة – سطات بالكهرباء المنتج بالطاقة الشمسية من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في إطار برنامج التعويض الطوعي للكاربون سنة 2013 غير أن هذه التجهيز تعرض للتلف على ما يبدو ، لا حائط وقائي يقيها من عبث العابرين، النوافذ مكسرة وحجرات من القطع المفكك مهترئــة ، مرافق صحية في حالة يرثى لها، بجوارها بئــر أكد لنا احد السكان أن جمعية ايطاليا تكلفت ببناء صهريج مائي و صنابير للماء لكن تعرض الكل للتخريب وأصابه التلف و لم يتبق إلا لوحة الجمعية شاهده على أن اللجنة الأوربية للفلاحة CEFA مرت من هنا في غياب جمعيات أباء وأولياء التلاميذ .
سؤال الختــم …
فهل يا ترى في ظل هذا الوضع، في غياب عدالة مجاليــة للمتدخلين في القطاع التعليمي للعمل على إصلاح بنيات التمدرس و تجهيزها و تسويرها و فك العزلـــة عنها لإيصال وسائل النقل إليها، تبقى برامج الدعم الاجتماعـــي قادرة لوحدها على امتصاص نسب الهذر المدرسي و محاربته …؟
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=4869
