حادثتين مميتتين مساء الثلاثاء تسائل نجاعة إستراتيجية والي أمن سطات

akhbarsettat27 نوفمبر 2025آخر تحديث :
حادثتين مميتتين مساء الثلاثاء تسائل نجاعة إستراتيجية والي أمن سطات

عاش شارع الحسن الثاني بسطات، وهو الشارع الرئيسي بالمدينة والذي يربط مدخلها الشمالي بالجنوبي، حا دثتي سير مميتتين راح ضحيتهما سيدة خمسينية من حي البطوار كانت تقوم بعبور الشارع حيث صدمتها سيارة خفيفة، وشاب في مقتبل العمر كان على متن دراجته النارية حيث كانت الحادثة مع شاحنة على مستوى مدارة الحصان. رحم الله الضحيتين وأسكنهما فسيح جنانه، ورزق أهليهما ودويهما الصبر والسلوان، كما نسأل الله أن يخفف الوقع والصدمة على السائقين. 

حادثتين وقعتا على أقل من 300 متر وفي قلب المدينة وبأهم شارع بها. وهو الشارع المثقل بالرادارات الثابتة (03) والمتحركة (في كثير الأحيان 02)، إضافة لسبع إشارات المرور الحمراء، والمدارات. هذا الشارع الذي يعرف حركية كبيرة لأنه هو الشريان الرئيسي والوحيد الرابط بين شمال وجنوب سطات، في انتظار تفعيل مضامين تصاميم تهيئة سطات المتضمنة لإنشاء مدارات تسهل التنقل وتعفي الشاحنات والعربات الكبيرة من المرور من كل المدينة وما يمثله من تأخير في الوقت وإحراق للوقود وآثاره البيئية والاقتصادية. فالسير والجولان بسطات يعيش فوضى لا يقبل بها في مدينة قائمة الذات. فإننا لا نزال نرى الشاحنات والحافلات تتجول في الشوارع الصغيرة والضيقة لكل أطراف المدينة، مع كل ما تمثله من خطورة؟ 

بالإضافة لما سيق، فإنه يحق لنا التساؤل عن الاستراتيجية التي يعتمدها السيد والي الامن في الحد من الحوادث وتوفير الأمن بالمدينة. ولقد سبق لنا أن طرحنا مجموعة من التساؤلات لمصلحة الاتصال بالولاية في يوليوز الماضي من أجل توضيح بعض من النقط، ومنها ما يرتبط بالسير والجولان، غير أننا بقينا بدون أي جواب.

إن ما نلاحظه في الخماسية الأخيرة، هو إيلاء الأهمية والأولوية القصوى لتسجيل المخالفات وجمع الغرامات، وهنا نود تذكير السيد الوالي ومن خلاله السيد عامل صاحب الجلالة، لأنه هو المسؤول الأول عن الأمن بالاقليم، أن فلسفة غرامات المخالفات هدفها الردع، وجوهرها تغيير سلوك السائق ومستعملي الطريق نحو الأحسن. أما المداخيل المالية، فإن الدولة لها مؤسسات هدفها تحصيل الضرائب وغيرها والتي تمثل الباب الأول من ميزانية الدولة (المداخيل). لأن ما بتنا نراه في سطات من حضور تحول لتربص ببعض النقط المرورية، مقابل ترك نقط سوداء محتلة من قبل الباعة الجائلين (حي مبروكة قرب حمام اقراب مثلا)، مع ما تمثله من خطورة مرورية يطرح تساؤلات عدة؟؟ 

شرطة مرور سطات، أضحت في بعض الحالات تتجند لضبط المخالفات المرورية وتسجيل الغرامات على المخالفين بسيارات خاصة وليس سيارات الشرطة. وهو أمر قد يكون جيدا لفرض القانون، لكن تمنينا لو أن هذا التجند شمل كل ما يهدد أمن الساكنة بالمدينة، مثل حالات الفوضى والإعتداء على أمن وسكينة المواطنات والمواطنين المتكررة بأحياء القسم والفرح، وغيرها… كما تمنينا لو أن مرور سطات تجند بنفس الهمة للتحرير قنطرة وجنبات واد بوموسى من المعدات والآليات الضخمة المرابطة بجانبه، مع ما يمثله من تهديد بيئي وخرق قانوني. 

لا يمكن أن يكون أي كان ضد فرض احترام القانون على الجميع، لكن علينا فقط التذكير بأن المقاربة الأمنية مبنية في جوهرها على محاربة الجريمة والحد منها، أي محاربة المخالفة والحد منها، أما التربص لتسجيل المخالفة، فهو شبيه بتربص رجل أمن بقاتل حتى ينفذ جريمته ليعتقله؟؟ 

إن سطات مدينة كانت تعيش في أمن بفضل حنكة ومهنية عالية يكسوها تواضعهم وقربهم من الميدان، وتضحيات نساء ورجال الأمن بها بمختلف أصنافهم، وهي كفاءات مشهود لها وطنيا حيث ما حلت وارتحلت في مساراتها المهنية بدوائر ومناطق وولايات أمن المملكة، غير أنه ما لمسناه منذ مجيء السيد الوالي الحالي هو تغير في المقاربة والاستراتيجية، قد تكون من بين العوامل التي جعلت ساكنة المدينة لا تشعر البتة بنفس الأمن والسكينة والأمان كما كان الحال سابقا. 

كنا نود أن يكون مقالنا معزز بإحصائيات وتوضيحات سبق وطلبناها من ولاية أمن سطات، من بينها:

  • عدد مخالفات المرور في السنوات الاربع الاخيرة التي تم تسجيلها بسطات مع عدد الحوادث والضحايا: وكان الهدف هو استنتاج رقمي لانخفاض الحوادث والضحايا مفارتة مع المخالفات؟
  • معرفة هل التنسيق الميداني مع مختلف المتدخلين يتم فقط بناء على مخرجات الاجتماع الامني الدوري الذي يترأسه عامل صاحب الجلالة على إقليم سطات؟ ومن هنا لماذا كنا نلاحظ غياب شبه تام لعناصر الأمن الوطني في عمليات سابقة لتحرير الملك العمومي؟ 
  • الدور الذي يلعبه عناصر الشرطة بزيها المدني التي تكون مرافقة لشرطة المرور على مستوى بعض “شبه سدود” غير محددة بتشاوير، وكذا على مستوى بعض المدارات؟ ولماذا لا نلاحظ هذا التكثيف على مستوى أحياء المدينة التي بالكاد تمر منها دوريات فقط؟

هذه الأسئلة، وغيرها التي سبق لنا توجيهها كنا نود من خلالها وضع تقرير مبني على أرقام وتوضيحات حول الأداء الأمني بسطات، خصوصا وأننا أصبحنا في الآونة الأخيرة نشهد أمور لم نكن نألفها بمدينتنا الهادئة سطات. سطات بطابعها العروبي الأصيل المشبع بالكرم والعفة والشهامة والقوة، أساسها التواضع والإنصات والتواصل، تسعى لتبقى المدينة الهادئة والآمنة حيث ينعم فيها الجميع بالأمن والطمأنينة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل