شكلت أزمة كورونا لحظة فارقة في تمثل المواطن لقطاع الصحة بالمغرب، وغيرت العديد من القناعات ومن الافكار التي كان يحملها العديد من المواطنين عن مهنيي قطاع الصحة.
كان للمهنية العالية التي واجه بها المنتسبون لقطاع الصحة الجائحة مفعول السحر على تشكل وعي جديد انتقل من النظر في النصف الفارغ من الكأس بترسباته المثقلة بالضغط وبتواضع البنية التحتية، الى التغني والافتخار بالنصف المملوء منه والمزركش بتضحيات الاطقم الطبية والتمريضية وتقنيي القطاع والاداريين خلال الأزمة.
إقليم سطات عانى كثيرا من حمية قاسية فرضتها الدوائر الصحية المركزية عليه، وخصوصا تغدية مؤسساته الصحية بالموارد البشرية الضرورية من أجل تلبية احتياجات المواطنين، حنى أن الملف المطلبي الصحي للإقليم لم تعد نقطة تعزيز بنيات الاستقبال حاضرة كأولوية مقابل مطالب من البروج الى لولاد مرورا عبر سطات واولاد مراح واولاد سعيد تتشبث بإلحاحية حل مشكل النقص الفظيع في الأطر التمريضية والصحية.
لا يبدو بأن الجالس أو المتعاقبين على كرسي المسؤولية بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بحي الكنانط، يستوعبون حجم الآمال التي يضعها أطفال وشباب ورجال ونساء الإقليم عليهم لرفع الضرر الكبير الذي يلحق بهم جراء عجز البنية الصحية للإقليم على تلبية احتياجاتهم، كل ما في الامر أن مقر المندوبية يتأقلم مع المزاج السياسي العام، وتتلون المسؤوليات داخله باللون الحزبي للمسؤول الجهوي والوطني، لكن هل كان لذلك تأثير على حظوة الإقليم في البرامج القطاعية؟ قطعا لا .. فأبناء حي سيدي عبد الكريم يتذكرون بأن البروفيسور الحسين الوردي الوزير الأسبق جال معهم راجلا ازقة وشوارع الحي واستمع لمعاناتهم، لكن لا شيئ تغير، وظلت دار لقمان على حالها، فهل القرب من صناع القرار بقطاع الصحة مركزيا مرادف لاستفادة الإقليم؟ مرة تانية لا .. ربما تؤثر في تموقع المسؤولين أنفسهم داخل دائرة المقربين والاستفادة من مزايا هذا الوضع بشكل شخصي لا أكثر.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=297
عذراً التعليقات مغلقة