لا حدود لعشقه للوطن، لمدينته، وللإنسان الذي به ومن أجله تزهر الحياة,, كل الحياة.
الحاج محمد بلملاح، والذي خلدته صفحات تاريخ سطات بلقب ” متطوع بلا حدود” وكان رده حتى وإن اضطر إلى ألا يكون اليوم أحد ساكنتها، أن استقرت تسكنه في أقصى نقطة داخل وجدانه، عقله وقلبه.
كان الرجل مند ثمانينيات القرن الماضي، وخزة ضمير لجيل بأكمله، وهو يعانق مكنسته ويتأبط ريشة طلاء، ويعتمر قبعة علها تحميه من لفحات شمس حارة، ومن نظرات بعض “الحاقدين”، أرسى لمفهوم التطوع بلا حدود في زمن لا يعترف بالعمل التطوعي “بلا مقابل”، ورسم على الجدران والأرصفة وإسفلت الطرقات بكل معاني الجمال أجمل لوحات الوفاء للبيئة ولمستقبل الانسان وحقه وفي فضاءات تحترم آدميته وكينونته,
منذ أن اختار الحاج بلملاح “متطوع بلاحدود” مغادرة سطات والمغرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن صدت أمامه كل الأبواب، وتكالبت عليه الظروف، وتعاظمت حوله المضايقات، اختار سي محمد الاستمرار في التواجد في قلب جميع المبادرات ذات البعدين الاجتماعي والإنساني، من خلال دعم مختلف الأنشطة البيئية المنظمة، والاحتفال بكافة الإنجازات التي يكون طرفها أبناء سطات في مختلف المجالات.
فمن الانخراط في الحملة الوطنية لمجابهة وباء كورونا، الى تشجيع وتدعم جمعيات الاحياء العاملة في مجال البيئة، وتكريم رجالات التعليم الذين أحيلوا على التقاعد، والمساهمة في حفلات التميز ونهاية السنة الدراسية، كان سي محمد بلملاح حاضرا من جديد في احتفالية خاصة بعيدة أن أضواء الكامرا، حين خص التلميذة شيماء اليحياوي المتفوقة على المستوى الوطني في الباكالوريا بتكريم مادي ومعنوي خلف الأثر العميق في نفوس عائلتها، لكن الغريب أن هذا التكريم كان ليدمج ضمن الاحتفالية الرمزية التي نظمتها مديرية التعليم او مجلس الجماعة، لكن كان للبعض حساباتهم الخاصة، واستمر مسلسل التهميش في حق قامة كبيرة في الحقل الاجتماعي والإنساني بالمدينة.
وفي تدوينة مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي كتب الحاج بلملاح: “هذه نسخة من صورة حفلي المتميز للتلميذة شيماء المتميزة والمتفوقة على الصعيد الوطني المغربي هذه التلميذة نموذج متميز لتلميذة وضعت بين نصب أعينها ان المدرسة العمومية الوطنية المغربية لازالت تتوفر على تلاميذ هم مشروع كفاءات وتخصصات مستقبلية مشرفة للمغرب تنافس بهم تلاميذ على الصعيد العالمي.
وأضاف موجا كلامه للتلميذة النابغة: “شيماء واصلي الاجتهاد والمثابرة والتواضع وإياك والغرور، وأتمنى مسيرة دراسية موفقة ومزيدا من التألق والنجاح والتواضع والاحترام”.
وفي لفتة معبرة كتب بلملاح: “شيماء أعتذر لأن حفلي متواضع جدا ولا مجال لمقارنته مع الحفلات المتميزة “، في إشارة لرفض البعض تسليم الدعم الذي خصصه لها بالاستقبالات التي نظمت، رغم أنه وبشهادة مقربين كانت هدية سي محمد معبرة ومعتبرة ومحترمة للغاية.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=8021