واد بوموسى، أو بنموسى، أو كما يصفه الأديب والمثقف شعيب حليفي في نصه (بويا) بالثعلب الشارد القادم من سهول أولاد سيدي بنداود او أبعد، إنه واد بوموسى الذي يتسلل من مدخل المدينة الجنوبي ليفصل بين قصبة مولاي اسماعيل المجاورة لضريح سيدي لغليمي يمينا وقبة الولي الصالح سيدي بوعبيد يسارا، معلمة سطات الطبيعية التي تشكل طرفا من الذاكرة التي يقول عنها حليفي أيضا بأنها «قدر الإنسان التي لا يعيش إلا بها، حيث تعتبر خزان كل شيء وكلما امتلأنا نجد فرصا كثيرة لنحيا مما نختزنه وبمفاتيحها نفسر ما لا نجد له سبيلا».
واد بوموسى أو الواد الصامت أو الحزين كما يسميه آخرون، هو الظاهرة إذن التي استعصت على التطويع والترويض، وظلت ذاكرة الساكنة تختزن التوجس والقلق من مباغتاته التي كانت تكلف كثيرا. ففيضاناته سنوات 1926 و1927 و1934 و1940 كان لها وقع كبير، كما كانت فيضانات 1955 أشد وجعا وإيلاما، حيث عمت بنايات ومساكن شعبية وعصرية وخلَّفت عدة ضحايا من البشر والبهائم، غير أن هذا الواد الذي يحظى بمكانة مميزة لدى الساكنة، عاود مباغتته سنة 1996، ثم اعاد الكرَّة في فيضانات مهولة خلال سنتين على التوالي 2001 و2002.
هذه السنة التي عرفت تعيين محمد عالي العظمي واليا على جهة الشاوية ورديغة وعاملا على إقليم سطات، حيث يتذكر الجميع استنفار وتجند من الوجدان لهذا الرجل وانكبابه الميداني على ترويض شاف وكاب لهذا المارد، ليكف مباغتاته القوية على المدينة، فهاهو اليوم يمضي الى حال سبيله بكل سلم وامان وامام تحيات ساكنة المدينة.
فالوالي العظمي، “الله يذكرو بخير” كان من بين رجالات الدولة القلائل الذين تحملوا أمانة هذا الإقليم بكل صدق ومسؤولية ونكران ذات وحضور قوي في الساحة والميدان لايجاد الحلول والبحث عن التنمية بكل ما اوتي من قوة، رجل ترك بصمة قوية في سطات والجهة، لا ينكرها الا جاحد.
الأكيد ان المسؤولين الترابيين وغيرهم يحكمهم عامل الزمن في منطقة تعيينه، غير انه هناك من يترك آثارا في النفوس والعمران، وهناك من يذهب بالنفاس والعمران معا…
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=10113
