تنص المادة 83 من القانون 113.14 على أنه من بين الاختصاصات الذاتية للجماعة الترابية
” – النقل العمومي الحضري ؛
-إحداث وصيانة المنتزهات الطبيعية داخل النفوذ الترابي للجماعة؛” كما أن المادة 87 من نفس القانون، تنص على أنه من بين الاختصاصات المشتركة بين الجماعة والدولة :
“… ولهذه الغاية يمكن للجماعة أن تساهم في إنجاز الأعمال التالية:
– إحداث مراكز الترفيه؛
– إحداث المركبات الثقافية؛
– إحداث المكتبات الجماعية؛
– إحداث المتاحف والمسارح والمعاهد الفنية والموسيقية؛
– إحداث المركبات الرياضية والميادين والملاعب الرياضية والقاعات المغطاة والمعاهد الرياضية؛
– إحداث المسابح وملاعب سباق الدراجات والخيل والهجن؛ …”
إختصاصات تجد مرتكزاتها في النص الدستوري والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب وما تحث عليه من حقوق للأفراد من شباب وأطفال ومسنين. غير أنه بسطات تجد مرافق تختلف من خاصة، أي أنها مشاريع استثمارية من خواص قاموا باقتناء العقار من خواص وشيدوا عليه مشروعهم الذي يعمل على تقديم خدمات ترفيهية للزبناء لتحقيق ربح مشروع وشرعي. أما الخواص الجدد فهم الذين يقتنون، أو يكترون عقارات بأثمنة تفضيلية من الدولة أو الجماعة بهدف تقديم خدمة او خدمات وفق دفتر تحملات محدد وواضح. فهذه الوثيقة تكون صريحة في كل تفاصيلها من واجب الكراء الشهري، إلى الخدمات المقدمة، مرورا بثمن الخدمة.
فالمختصين واعون بما يمثله الترفيه وفضاءاته من فرصة للتنفيس على الروح والتشبع بالطاقة الايجابية لمواجهة ضغوطات وكدمات الحياة اليومية. وهو ما يجعل كل المدن والقرى والمداشر في الدول المتقدمة توفر مجموعة من فضاءات الترفيه لكل الاعمار والاذواق، فتجدها توفر ملاعب لجل الرياضات، ومسارح للإبداع الثقافي والفني ومعاهد موسيقية للرقص والغناء وصون الموروث الفني ومكتبات للقراءة بالاضافة لمساحات خضراء تستعمل كفضاء للنزهة يوفر كل المتطلبات، وكذا مدارات لممارسة العدو الريفي. أنشطة ترفيهية تستهدف كل الفئات والاعمار لضمان مردودية أكبر لهذه الافراد في مجتمعاتهم وتحقيق تنمية بشرية متوازنة ومتكاملة.
بسطات نكاد نجزم على أن الترفيه، بات مخصخصا ولم يعد خدمة عمومية، اللهم الساحات والاشجار التي لم يتم كراؤها كذلك لخواص. فجل الملاعب هي إما للخواص مع أنها مشيدة فوق عقار للدولة، يتم كراء جلها بأثمنة تبدأ من 200 درهم كأقل ثمن تتلقاه جمعية اعمال اجتماعية دون وصل، إلى ما هو أعلى لفائدة خواص. سقف مادي يجعل شعبية كرة القدم بعيد عن الواقع، ويدفع مجموعة من بنات وأبناء الاقليم للمغامرة واللعب في الشوارع وبعض الساحات مع ما يمثل من خطورة على سلامتهم. أما المسابح، فالمسبح البلدي الوحيد والذي لا يزال عدم تنفيذ حكم الافراغ يطرح تساؤلات عريضة على كل مسؤولي سطات من مجلس بلدي وعامل وباشا، فانتهاك مقتضيات دفتر التحملات كثيرة وتطرح تساؤلات على الجميع. قالكل يعلم أن الثمن المكتوب في دفتر التحملات ليس المعمول به؟ الاخطر هو تحويل قاعة الرياضة إلى قاعة للحفلات يتم اخبار السلطة المحلية دائما بالانشطة المنظمة بها، وأكثر. وقائع تطرح تساؤلات عن الدور الحقيقي للإدارة بسطات؟ فهل تقوم بتطبيق القانون بقوة القانون التي لا تعترف بأي قوة فوقها، أم باعتبارات ثانية لا تمت لمغرب الغد بصلة، مغرب القوة الاقليمية، مغرب التحديات ومغرب التنمية الذي يخط مساراته بكل قوة وثبات جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
أما مرفق آخر بالحرم الجامعي، فإنه تمت تهيئته من مالية المجلس الاقليمي ليتم كراؤه لشخصية “خصوصية” ليقدم خدماته للطالبات والطلبة بأثمنة لا تناسب مكانتهم، أما ليلا فإنه يحتضن أعراسا تفرض ايقاعاتها وتكسر بصخبها هدوء وحرمة الجامعة والتحصيل ويصل صداها إلى الحي الجامعي حيث لا ينفع لا إغلاق المنافذ ولا غيرها في وأد ضجيجها حتى يتسنى الطالب تحضير عروضه أو مداخلاته أو امتحاناته في جو سليم.
تدبير المرافق الترفيهية بسطات من خزانة وساحات وملاعب ومسابح وقاعات وغيرها، يتطلب حزما من الجماعة وغلظة ويقظة من السلطات ونكران ذات موضوعي من الجمعيات لتوفير خدمات ترفيهية باتت ضرورية لتحصين التنمية البشرية وبث روح مطمئنة تتنفس الحقوق بالقوانين والواجبات.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=10340