روبرطاج .. مدينة لا تحترم أحياءها ولا تكرم أمواتها .. عن سطات التنمية نتحدث ..

هيئة التحرير
2021-02-24T23:31:50+01:00
هنا سطات
هيئة التحرير24 فبراير 2021آخر تحديث : الأربعاء 24 فبراير 2021 - 11:31 مساءً
روبرطاج .. مدينة لا تحترم أحياءها ولا تكرم أمواتها .. عن سطات التنمية نتحدث ..

هشام الأزهري وعبد الحميد كرام

صدق أو لا تصدق، سطات عاصمة قبائل الشاوية، والشريك الرئيسي للدار البيضاء في قيادة أكبر جهة بالمغرب وأغناها، بدون مقبرة لدفن أموات المسلمين!!.

الأمر ليس دعابة أو تشويشا على ضمائر الأحياء من علية القوم بالمدينة، لكنه أمر واقع يعايشه مواطنو المدينة بشكل يومي.

الطويجين

رحلة ساكنة المدينة لجماعة مجاورة من أجل دفن موتاهم..

مقبرة “الرحمة” وهذا هو اسمها الحقيقي على خلاف الاسم المتداول محليا “الطويجين”، تستريح المقبرة على مساحة واسعة خلف الطريق السيار الذي فرض تقسيما ترابيا متعسفا على المدينة، وجعلها عاجزة عن التوسع شرقا.

مقبرة “الرحمة” هي آخر ملاذ لدفن موتى المسلمين بمدينة سطات، بعد أن امتلأت باقي المقابر وأغلقت أبوابها، مما جعل مدبري الشأن المحل أمام اشكالية حقيقية بضرورة توفير وعاء عقاري وتهيئته من أجل إقامة مقبرة عليه.

تم الاهتداء الى استمرار الاعتماد علي مقبرة الرحمة “الطويجين” كحل مؤقت ريثما تنتهي عملية بناء مقبرة جديدة، وساهمت السلطات المحلية في ارساء هذا الاتفاق غير المكتوب بين جماعتي سطات وامزامزة الجنوبية، يتم السماح بموجبه بالانتقال للنفوذ الترابي لجماعة امزامزة الجنوبية ودفن موتى مدينة سطات، وطبعا كان لجماعة سطات مساهمة في التخفيف من الأزمة التي صدرتها للجيران، إد قامت بحفر بئر بمقبرة الرحمة وتجهيزه بمضخة، وهنا انتهى تدخلها مادامت المقبرة ليست بالنفوذ الترابي للمدينة وما دام دفن موتى المسلمين بسطات حل مؤقت في انتظار انتهاء تهيئة المقبرة الجديدة.

طال الانتظار وتعمقت المعاناة لمرتادي مقبرة الرحمة، انطلاقا من صعوبة الوصول لها تم غياب الانارة العمومية داخلها وبمحيطها، وغياب الأمن، مما جعل العديد من الفعاليات الجمعوية ترفع صوتها لدق ناقوس الخطر بضرورة الالتفات لصيانة حرمة المقبرة، لكن وللحقيقة سيظل تدخل المجلس الجماعي لسطات محدودا لسبب قانوني صرف كون المقبرة خارج النفوذ الترابي للجماعة وهو ما يستحيل معه التدخل بالخصوص في ملف الانارة العمومية ولو أن أحد الظرفاء في التسيير صرح ” لجريدة هسبريس” بأن الدفن يكون نهارا وبالتالي مشكل الانارة غير مطروح !!

مقبرة من الجيل الجديد للخدمات !!

صندوق اسمنتي معزول في غياب المسالك المؤدية اليه..

قرر المجلس الجماعي لسطات، انشاء مقبرة جديدة في النفوذ الترابي للمدينة هذه المرة، واختار الجهة الغربية للمدينة خلف حي السلام وثكنة القوات المساعدة غير بعيد عن المطرح البلدي للنفايات، مكاننا لتوطين المقبرة.

اقتنى المجلس الجماعي بقعة أرضية تبلغ مساحتها 10 هكتارات في المدخل الغربي للمدينة، وأبرم عقد شراكة مع مؤسسة العمران على أساس مساهمتها بثلاثة ملايين درهم، وقد جرت المصادقة على الاتفاقية بإجماع أعضاء المجلس البلدي، وانطلقت الاشغال وهي اليوم في مرحلتها النهائية حسب ما عاينته “أخبار سطات” في زيارتها للمقبرة، بحيث تم الانتهاء من عملية التسوير، وتمت عملية شق طريق تقسم فضاءها الداخلي الي شطرين.

لكن الغريب في الأمر بأن هذه المقبرة معزولة بشكل كامل عن المدينة، بفعل التآكل التام للطريق المؤدية اليها وهي نفس الطريق التي تقود الى المطرح البلدي الذي من المنتظر أن يتحول لمطرح إقليمي في الأشهر القليلة المقبلة. مما يعني عمليا بأن الوصول للمقبرة ليس متاحا اطلاقا بطريق لا هي بالمعبدة ولا هي بالمسلك الترابي.

وتعرف المنطقة المحيطة بالمقبرة فوضى عارمة بفعل استعمالها لصب بقايا البناء حيث تتوافد عليها يوميا عشرات الشاحنات من الحجم الكبير لصب حمولتها من الأتربة والبقايا، إضافة للآليات الكبيرة للمطرح البلدي وشاحنات تفريغ الأزبال، بما يعني بأن هناك حاجة ملحة لتهيئة طريق معبدة قادرة على استيعاب حركة نقل الاليات الكبيرة من جهة وتوفير الظروف للتنقل الي المقبرة البلدية في ظروف ملائمة.

واستغرب متتبعون للشأن المحلي، كيف أن المجلس الجماعي فكر في تشييد مقبرة باستثمار مهم دون أن يفكر في تهيئة الطريق المؤدية اليها علما أن المشروع كان يتوجب أن تكون عملية التهيئة جزء منه وليس بالترقيع الحالي، بحيث من المنتظر أنه بعد انتهاء تشييد المقبرة الانتظار أشهر أخرى من أجل افتتاحها بسبب مشكل الطريق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.