انتقل إلى عفو الله، مساء يوم الثلاثاء 5 أكتوبر 2025 ، قيدوم المناضلين عبـــد السلام أبو إبراهيم، الذي قضي جزء كبيرا من حياته ككاتب محلي وإقليمي ومؤسس لحزب بنبركة وعبد الرحيم بوعبيـــد بسطات.
لقد غـــــادر الراحل دنيا النــــاس، دون وداع، بعروس الشاوية مدينة سطات، التي أحبها ومنحها كل طاقته، ونزل خبر وفاتـــه كالصاعقة على مقربيه و أصدقائه من كل الأطياف السياسية و مجايليه و كل من خبر الأخلاق العالية للـــرجل و عاشره عن قرب، لقد كان صادقا في سلوكه و معاملاته وكان نموذجا لرجل التربية الذي لم يتوانى عن الدفاع عن القضايا العادلة لوطنه و مدينته.
لقد تحدث عنه الروائي شعيب حليفي في نص أدبي رائع ” عبد السلام أبو إبراهيم.. كجُنْدِيٍّ قَدِيمٍ نَسِيَتْهُ الحَرْبُ في سطات … صوت قلبك أشبه برذاذ مطر في صيف ساخن، قائــــلا:
” …ما زالت أحمل نفس السؤال والدهشة من رجل خبَرَته الأيام بقساوتها، كيف كان يُنصتُ لنا ونحن دون سن الرشد ويترك لنا المبادرة في الكلام والقرار. كان مؤمنا بنا بصدق فصدّقنا عقلنا، وصدّقناه….” و أضاف :
” لعقود طويلة.. أَلِف عبد السلام أبو إبراهيم هذه المدينة الصغيرة وهو يَعبُرها يوميا برأس مرفوعة وخطو سريع أو بطيء، في دروبها الضيقة أو المعقدة دون أن يمَلَ أو يشعر يوما بأنه قد ضجر منها.
لعقود طويلة.. تراقبه الأشجار والطيور، والرجال القابعون أمام عتبات حوانيتهم، أو الجالسون في المقاهي أو التلاميذ وهم يحملون أحلامهم المغبرّة في محافظ مثقوبة.. ينظرون إليكَ بذهـــــــول .. وأنتَ لا تكلّ ولا تتعب، وتعتبر كل يوم جديد فرصة أخرى للحياة والتغيير.
لسنوات شاسعة مثل الخوف الذي تدلى طويلا، دون أن يظلل مساحتنا المُشمسة، راقبتكَ أعين المتلصصين في الحوانيت الضيقة والشرفات العالية ذات الشباك الحديدي، يحملون الأقلام ويحسبون خطواتك وأنفاسك التي لا تنقطع.. لعلهم يصنعون من سيرتك الحَرَكية جلبابا يقيهم من رُعبهم الدائم. وكلما تعبوا وعجزوا، كنتَ لا تلتفتُ نحوهم لأنك منشغل بما هو أسمى.”
فالمرحوم من رجالات الدولة بسطات الذي لم ينصفه لا حزبه ولا مدينتـــــــه ولا وطنـــه…. عبد السلام ابو ابراهيم رجل كسب ثقة واحترام الكل ، بوصفة بسيطة أهم توابلها الصدق والنزاهة والاحترام… و كرس حياته لخدمة أبناء وبنات سطات وكان له الفضل عليهم من خلال الدفع بهم لتجاوز العقبات وتحقيق أهدافهم بتدرجات مهنية وغيرها ، الراحل عبد السلام أبو إبراهيم ستتم الصلاة عليه بمسجد الملاح بعد صلاة عصر اليوم الأربعاء 05 نونبر ليدفــــن بسطات بعدها.
رحم الله رجلا كان مرجعا للنضال بالشاوية، ومثالا في الصبر ونكران الذات والأخلاق، و أسكنه فسيح جناته وألهم أهله و ذويه الصبر والسلوان
و انا لله و انا إليه راجعــــون
