في خطوة احترازية أقدمت المديرية الاقليمية للتعليم وجامعة الحسن الاول بتعليق الدراسة بمؤسساتهم يومي الثلاثاء والاربعاء تبعا لنشرة أنذارية من مستوى يقظة برتقالي أكدت على أن سطات ومجموعة أخرى من المدن والإقليم ستعرف أمطار ما بين 35 و 45 ملم, غير أن هذا الاجراء المتمثل في تعطيل الدراسة لم تتخذه كل المديريات والجامعات التي أشار البلاغ إلى انها ستعرف زخات قوية بين 45 و 65 ملم. إننا لسنا بصدد مناقشة الاجراء، ولكن نود فقط أن ننبه المسؤولين الترابيين والمنتخبين أن هذا الاجراء سببه الرئيسي ليس الامطار، ولكن ضعف تدبيرهم.
فإن كان تعطيل الدراسة يمكن تفهمه، لكن تعطيل الجامعات التي لا تتوقف حتى في الحروب، فهو أمر يدعوا للقلق على مستقبل إقليم قروي بامتياز. فالاحصائيات الأخيرة أكدت على أن سطات من بين الاقاليم الاكثر عزلة في الجهة، متقدما عن بنسليمان وسيدي بنور. فمعدل بعد المنازل عن الطريق المعبدة هو 1,9 كلم، ويتعدى ثلاثة كيلومترات في جماعات قروية مثل الخزازرة. فهذه العزلة كانت سببا في تعطل التحصيل الجامعي بسبب مليمترات قليلة، لان النقل المدرسي لن يتمكن من تأمين تنقل آمن وسليم للطالبات والطلبة بعد أمطار الخير التي زرعت الأمل في النفوس المطمئنة، وأرهبت ارباب الصفقات المغشوشة والقناطر والطرق المتصدعة داخل إقليم هش أنهكه سوء التدبير والصراعات التافهة وحسابات الجاهلية. أما الايواء الجامعي، فان اعطاء الانطلاقة للحي الجامعي المنتهية الاشغال فيه منذ أكثر من سنة، ليس أولوية لا رئيس الجامعة ولا عامل الاقليم، مع ما يمثل تعطيله من هدر للمال العام وتآكل مكوناته، وفرص ايواء طالبات وطلبة هذا الاقليم الذي يعرف نسبة مؤشر الفقر والهشاشة تخجل وتفضح خطابات نخبه ومسؤوليه لكونها لا تترجم لعمل ميداني يضمن لإقليم غني مكانته المهمة في المغرب الصاعد.
















