إن الحديث عن التربية المسرحية كتخصص تربوي يدخل في عمق العملية التعلمية العالمية شيء لا ينال القدر الكافي من الأهمية بالمدرسة الخصوصية المغربية، فكثير من المدراء و المسيرين و المدبرين للشأن التربوي التعليمي في مدارسنا الخصوصية لا يفهمون المعنى الحقيقي للتربية المسرحية و ما ممكن ان تفعله في مستقبل الطفل في حياته التعليمية بشتى أسلاكها، بل إنها تصبح في احيان كثيرة نقطة التحول الحقيقية في حياته العامة و التي تؤثر ضمنيا في حياته الدراسية.
لكن أية تربية مسرحية؟ و هنا مربط الفرس لان السائد و المتداول أن كل من ادعى ممارسته لأب الفنون هو قابل بالضرورة لأن يتحول لمنشط مسرح بالمدرسة في حين ان الامر لا يحتاج لمنشطين بل أساتذة مسرح يلقنون ثقافة مسرحية تنهل من بيداغوجيات التلقين و من علم النفس التربوي القادر على التأثير في التلميذ لتصحيح سلوكاته و تقويم نفسيته المظطربة و ذلك عبر وسائل ديداكتيكية و فنية و تقنيات بناء الشخصية و تقوية القدرات و التواصل البناء المبني على الاحترام و القدرة على التعبير و تجنب المعيقات المجتمعية التي تقف في وجه تطوير شخصية الفرد في الجماعة و تقوية الجماعة انطلاقا من الفرد.
كل هذه الاهداف المذكورة يضربها أغلب المدراء عرض الحائط أمام المشكل المادي، فالعديد من المنشطين يلقنون معلومات خاطئة دون أدنى تكوين و بأثمنة بخسة نخجل على ذكر أمثلة و النتائج تكون كارثية من قبيل تحرشات جنسية او ان يأخذ التلميذ فكرة عدوانية على المسرح لعدم قدرة المنشط إيصال الثقافة المسرحية بوجهها الصحيح.
و ياتي هذا المقال كصرخة في آذان المدراء و اصحاب الشأن في التعليم الخصوصي المغربي أن تحسنوا اختيار اساتذتكم لمادة المسرح و للإشارة فلا علاقة التخصص بديبلوم المعهد العالي للمسرح و التنشيط الثقافي فالامر يكون اكثر خطورة في غالبية الاحيان لان المعهد لا يكون تقنيات التلقين و التعامل مع التلميذ و ليس الطفل له خصوصية دقيقة إذ كيف يمكن ان تحول فنا الى مادة للتدريس.
عبر عشر سنوات من التجربة استطعنا ان نراكم كما معرفيا لا باس به في هذا التخصص اعطانا قناعة مثينة ان المسرح اصبح وسيلة جوهرية لاعداد مواطن صالح يعي تصرفاته و واجباته و حقوقه و يعي ضرورة الانخراط في الاجهزة العامة في علاقة تشاركية لبناء مستقبل ناجح.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1436
عذراً التعليقات مغلقة