حوار: خديجة الصافي رئيسة جامعة الحسن الأول لأخبار سطات “هذه معالم مشروعي لتطوير الجامعة وهكذا دبرنا تحديات الجائحة”

حاورها: هشام الأزهري وعبد الحميد كرام 

خصت الاستاذة خديجة الصافي رئيسة جامعة الحسن الأول بسطات، جريدة أخبار سطات بحوار  سلطت الضوء من خلاله على أهم معالم مشروعها لتطوير جامعة الحسن الأول، وتحدثت بإسهاب عن تعاطي الجامعة بمختلف مؤسساتها مع جائحة كورونا وأهم التدابير التي تم اتخاذها من أجل ضمان السير العادي لمرافقها في احترام تام للتدابير والإجراءات الصحية وضمان سلامة جميع مكوناتها.

وركزت السيدة الرئيسة من خلال هذا الحوار على العمل الكبير الذي تم انجازه من أجل إجراء الامتحانات الجامعية في أحسن الظروف  ووفق ضوابط وتدابير صحية صارمة.

بداية السيدة الرئيسة وبما أنه أول حوار صحفي لكم بعد تعيينكم على رأس الجامعة مع وسيلة إعلام محلية، هل بإمكانكم أن تضعينا في صورة مشروعكم لتطوير الجامعة؟

شكرا لجريدة أخبار سطات على الاستضافة الكريمة، ولمجهوداتكم في تتبع ومواكبة عمل مختلف مؤسسات جامعة الحسن الأول وهو ما يؤكد العلاقة السليمة والايجابية التي تجمع مكونات جامعة الحسن الأول بوسائل الإعلام باعتبارها شريكا في جميع عمليات التطوير والبناء.

بالنسبة لسؤالكم فيمكنني القول بأن تكريس مبادئ الحكامة الجيدة  والتدبير التشاركي وتشجيع البحث العلمي والابتكار وإنتاج المعرفة وتأهيل الموارد البشرية وغيرها هي أهم سمات مشروعي لتطوير جامعة الحسن الأول بسطات.

وقد شكلت هذه السمات أبرز المعالم التي طبعت مشروعي الرامي إلى تطوير الجامعة،الذي يأتي منسجما والتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تطوير نظام البحث العلمي والنهوض بمنظومة التعليم العالي ببلادنا، ومتماهيا والرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي 2015-2030، وكذا الإستراتيجية الوطنية لتطوير البحث في أفق 2025.

هذا المشروع يرتكز أساس على المقاربة التشاركية في إدارة الشأن الجامعي عبر إشراك جل الفاعلين الجامعيين والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين في رسم الأهداف الإستراتيجية للجامعة في مجالات التكوين والبحث والحكامة تماشيا مع متطلبات الجهة وتوجهات التصريح الحكومي ومخطط عمل الوزارة الوصية عل قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.

  هذه الأهداف تندرج ضمن مشروع يروم تطوير الجامعة عبر تبني مقاربة شمولية قائمة على إرساء مبادئ الجودة على مستوى المناهج البيداغوجية والتكنولوجيات التربوية والتقويم وبيئات التعلم وبنيات الحكامة والتدبير.

كما يعد أيضا من المرتكزات التي يحملها المشروع نشر ثقافة المبادرة، وتعزيز المهننة، وتطوير التكوين عبر البحث،وجعل الطالب في قلب مشروع التطوير وتعميم التكوين المستمر، وتأمين الإدماج المهني للخريجين، وتطوير البحث وتثمين نتائجه- وذلك بوضع  قدرات الجامعة رهن إشارة المقاولات للمساهمة في حل المشاكل التقنية والتكنولوجية التي تعيق تحسين تنافسيتها-، وتقديم الخدمات وفقا لحاجيات المجتمع، بفضل شراكة مؤسساتية بين الجامعة ومختلف الفاعلين في القطاعين العام والخاص، في تفاعل مستمر مع متطلبات المحيط وترابط ناجع بين مختلف مستويات البحث و التكوين، ناهيك عن تعزيز ثقافة التقييم.

كل هذا يجعل من جامعة الحسن الأول مؤسسة مشعة إقليميا ودوليا، بفضل تنظيم يقوم على الحكمة الرشيدة، ومقاربة استشرافية، وتمش يضمن الجودة، وسياسة اتصالية ناجعة، وارتقاء مطرد بالموارد البشرية، وتوظيف أفضل لتكنولوجيا المعلومات والاتصال.

السيدة الرئيسة استلمت مهامك في ظرف دقيق للغاية ومرحلة عصيبة تمر منها البشرية بصفة عامة، كيف كان تعاطيك مع الجائحة سيدتي ونحن نعلم حجم الانتظارات والتحديات المطروحة على الجامعة. في ظل هذه الأزمة الصحية؟

بالفعل، تعد المرحلة التي يمر بها العالم عصيبة جدا ولها تداعياتها على كل المستويات خاصة على المستوى التعليمي .

فمباشرة بعد قرار المغرب تعليق الدراسة حضوريا بجميع المؤسسات التعليمة في السادس عشر مارس من هذه السنة، وفي إطار المساهمة في الجهود الوطنية المبذولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، عملت جامعة الحسن الأول خصيصا على عقد مجموعة من الاجتماعات الطارئة لمناقشة وتحديد الإجراءات العملية التي يمكن أن تساعد في ضمان استمرار التحصيل الأكاديمي، إثر توقيف الدروس حضوريا في المؤسسات الجامعية، كإجراء احترازي للحيلولة دون انتشار وباء كورونا المستجد،

حيث  شرعت جامعة الحسن الأول في اتخاذ مجموعة من التدابير لضمان نجاح عملية التحول الرقمي في العملية التعليمية وضمان الاستمرارية البيداغوجية وإنجاح التعليم عن بعد، بدءاً بوضع المضامين الرقمية رهن إشارة الطلبة والتي تم نشرها على البوابة الالكترونية للجامعة ومرورا باللجوء إلى المنصات الرقمية وكذا التفاعلية عبر إحداث برد إلكترونية مؤسساتية لفائدة الطلبة، من خلالها يمكنهم متابعة الدروس عبر المنصات والمواقع الالكترونية ووصولا إلى بث الدروس عبر قنوات التلفزة  وكذا أثير الإذاعة والتي تشمل  مختلف الحقول المعرفية التي يتم تلقينها بمؤسسات الاستقطاب المفتوح، ولاسيما تلك الخاصة بسلك الإجازة في الدراسات الأساسية.

الأمر الذي يدفعنا إلى أن نفتخر بما حققته الجامعة لضمان الاستمرارية البيداغوجية. والذي ما كان له أن يتحقق دون تظافر جهود جميع مكونات الجامعة من أساتذة وإداريين وتقنيين.

كما نظمت الجامعة مجموعة من الندوات واللقاءات العلمية عن بعد حول جائحة كورونا ومقاربتها من مختلف الزوايا .

أما على مستوى مجال البحث العلمي، فقد أطلقت الجامعة برنامجا لتمويل مشاريع بحوث في مجالات ذات الصلة بجائحة كورونا “، في إطار مصاحبة استجابة المجتمع الجامعي لتتبع هذه الجائحة، ودعم تطوير الحلول ذات الأثر التكنولوجي والاجتماعي الفوري لمساعدة المنظومات الصحية والساكنة على مواجهة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة.

الحديث عن تفاعل الجامعة مع جائحة كورونا يجرنا السيدة الرئيسة للتساؤل حول تدبير الامتحانات، ما هي أهم التدابير التي اتخذتموها لإنجاح العملية؟

حرصا من جامعة الحسن الأول  على صحة وسلامة طلبتها وطاقمها التربوي والإداري، تقرر اتخاذ مجموعة من التدابير لتقليص الحركية والاختلاط داخل الوسط الجامعي،  فبالنسبة للمؤسسات ذات الاسقطاب المحدود تم اعتماد تدابير مرنة لعمليات التقييم، أما بالنسبة للمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح وأخص بالذكر كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، تم اعتماد 5 مراكز للامتحانات تمت مراعاة البعد الإقليمي والجهوي في تحديدها مع الأخذ بعين الاعتبار خرائط الاستقطبات  ( مركز الجديدة ، مركز برشيد ، مركز إبن أحمد ، مركز خريبكة، ثم مركز سطات ) حيث وضعت الجامعة رهن إشارة الطلبة رابطا معلوماتيا لتمكينهم من اختيار أقرب مركز لسكناهم.

ولقد عرف كل مركز اتخاذ مجموعة من التدابير الاحترازية ، من قبيل قياس درجة حرارة الممتحنين  والحرص على تعقيم اليدين قبل الدخول لمركز الامتحان  ومراقبة ارتداء الكمامات الواقية والتباعد الجسدي.

  ومن أجل تفادي الاختلاط أو الاكتظاظ داخل المركز، تم وضع نظام للتشوير من شأنه تنظيم تنقلات الطلبة عبر تهيئة الممرات (المداخل والمخارج)، إلى جانب ترقيم الطاولات وقاعات الامتحانات.

 وضمانا منا لتكافؤ الفرص، ستعمل الجامعة على تنظيم امتحانات استثنائية خاصة بالطلبة المصابين بفيروس كورونا أو في وضعية حجر صحي، حيث تم وضع رابط للتسجيل خاص بالذين أصيبوا بهذا المرض أو ممن هم في وضعية حجر صحي .

وقد مرت، والحمد لله، الامتحانات في أجواء جيدة جدا في إطار الاحترام التام للاجراءات والتدابير الاحترازية .

المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=3396