انطلقت بداية من الأسبـوع الجاري عملية نشر نتائج امتحانات الدورة الربيعية الاستدراكية للموسم الجامعي 2023/2024 بكلية العلوم القانونية و السياسية بجامعة الحسن الأول بسطات ، و انطلق معها من جديد تذمر الطلبة من تكرار سيناريو عقدة الغياب و ما عرفته النقط بالدورات السابقة وما خلفته من ارتباك وتذمر في صفوفهم ، وخاصة الذين قطعوا مسافات طويلة واجتازو الامتحانــات، ليفاجَئوا بنقطة غائب، في ظل عدم وجود محاضر الحضور بمدرجات الامتحانات وعدم فرض إلزاميتها لضبط الأمور ، و عدم التفاعل مع شكايات المتضررين بخصوص هذا الغياب و عدم فتح باب استقبال تظلمات الطلبة من طرف الإدارة. فتعالت أصوات المستنكرين لهذا التذمر بالنقاش المفتوح بمنصات التواصل الاجتماعي، غير أن العديد من الطلبة لم تتم تسوية وضعيتهم، و مازالت شكاياتهم واستفساراتهم عالقة.
مثل هذه الأعطاب لم تعد مقبولة بمؤسسة جامعية تعتبر منارة للعلم و التعلم تضم ثلة من الإداريين و الأساتذة الأجلاء من المفروض أن تكون سمعتها في المقام الأول، وضبط أنظمتها المعلوماتية تدار بشكـل صارم ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص حفاظا على حقوق الطلبة.
السؤال العريض الذي يساءل الإدارة الجديدة لهذا الصرح الجامعي الذي كان من المفروض فيها، مضاعفة جهودها لإعادة منسوب الثقة الذي اهتز بفعل توالي الضربات و الرجات التي عرفتها هذه الكلية، و أساءت لطلبتها و للنزهاء من العاملين بها، من المســـؤول عن مثل هذه الأعطاب التنظيمية التي ساهمت في ارتفاع منسوب التذمر في صفوف الطلبة و المساهمة في الهدر الجامعي؟ ، و هو مؤشر مقلق حول وضع التعليم العالي حسب ما جاء في تصريح رئيس الحكومة في إحدى جلسات الأسئلة المرتبطة بالسياسات العمومية بمجلس النواب، هل بعض الأساتذة الذين لم يكلفو أنفسهم عناء التفاعل مع شكايات الطلبة؟ أم إدارة الكلية التي يبدو أنها لم تعد قادرة على ضبط زمام الأمور و إحداث منصة رقمية وحيدة يتم فيها تجميع كل هذا الكم من المنصات المتناثرة هنا وهناك لتكون صلة وصل و مخاطب وحيد بين الإدارة و الطلبــة وتحسين جودة الخدمات، فمتى يتدخل رئيس الجامعـــة لضبط هذه الأمور ؟
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=9172
