شركة سيطافيكس التي تعتبر مفخرة مغربية اسبانية على تراب جماعة سطات، انطلقت انتاجاتها في مارس 1991، باستثمار وصل آنذاك 1400 مليون درهم فوق مساحة 19 هكتار، 65000 متر مربع فيها مبنية، باشتغال دون توقف 24 ساعة في اليوم طيلة السنة. منتوجاتها عبارة عن أثواب يتم استخدامها من قبل الماركات العالمية المعروفة، بحيث تزود السوق العالمية بما يناهز مليوم متر من الثوب سنويا.
هذه الشركة تعيش أزمة غير مسبوقة حيث طفت أولى ملامحها للسطح عندما أصبح العمال أمام وضعية عدم استرجاع مبالغ الملفات الصحية والمرضية لهم ولذويهم منذ 2023، بالاضافة للتأمين الخاص الذي تستفيد منه الشغيلة بموجب عقد مع شركة خاصة للتأمينات. وهو ما جعل العمال البالغ عددهم 500، بالاضافة لأسرهم، محرومون من التعويضات عن الملفات المرضية والاستشفائية. لتنتقل مظاهر هذه الازمة لأجور العمال حيث بدأت تعرف بعض التأخيرات والتعثرات منذ ماي 2024، عندما بدأت هذه العملية تعرف التأخير تارة والتقسيم لدفعات تارة أخرى، أضحى 500 عامل ومعهم أسرهم يدخلون نفق التهديد وعدم الاستقرار مع تكاثر القيل والقال. واقع دفع أخبار سطات للاستفسار عن الملف لدى المديرية الاقليمية للتشغيل وكذا الشركة المعنية. ليتم تأكيد كل ما سبق وانتظار حلول يتم التفاوض بشأنها بين الشركة وأطراف أخرى لحل المشكل المالي. من بين الحلول الممكنة هناك طرح جاري التفاوض بشأنه بين صاحب الشركة ومؤسسات بالرباط قد ترى النور في شهر أبريل على أقصى تقدير حسب مصدر من الشركة الذي أكد لنا أن الشركة وقعت اتفاقية مع شركة التأمين وقامت بدفع 40 بالمائة من المتأخرات.
ملف اجتماعي واقتصادي يرخي بظلاله بسطات قد يهدد 500 أسرة في ظرفية حرجة تعيشها المدينة. غير أنه، ونحن نقارب هذا الملف اصطدمنا بسؤالين عريضين، نود تقاسمهما معكم وهما:
1- كيف يمكن أن تعيش شركة تشغل 500 عامل في أزمة مالية بدأت أولى معالمها منذ قرابة سنة ونصف، والسلطات المحلية لم تتدخل ولم تستشعر هذا الخطر الاجتماعي الكبير؟؟
2- كيف يمكن لشركة استطاعت تجاوز أزمة تحرير صناعة النسيج والالبسة بكل قوة، حيث كانت من الشركات القليلة جدا التي تجاوزت هذه المحنة بسلام في حين اغلقت شركات كثيرة ابوابها وأعلنت افلاسها، كما أن الطلب على منتوجها في ارتفاع متزايد بحيث تنتج مليوم متر من الثوب في وقت يطلب السوق أكثر من هذه الكمية، أن تصبح في سنوات قلبلة مديونة بملغ كبير لمجموعة من الاطراف منها ما وصل للحجز؟؟؟ أين الخلل المالي وكيف تضخم هذا العجز المالي رغم طلب السوق المتزايد؟ أسئلة تنتظر جوابا واضحا من المسؤولين الماليين للشركة ليبقى ملف هذه الشركة وخياراتها المالية مفتوحا لحين رسوه في شاطئ الامان واستعادة عافيتها وأكثر من مكانتها الحالية في السوق العالمية.