تابعنا في رمضان سابق سلسلة مغربية فكاهية بطولة الفنان السي محمد الجم ومجموعة من الفنانات والفنانين الذين أبدعوا في تقديم كوميديا سوداء تحت عنوان : “سير حتى تجي” تجسد واقع بعض إداراتنا المغربية وتعاملها مع المرتفقات والمرتفقين الذين يؤدون من ضرائبهم أجور ورواتب هؤلاء الموظفين. لا ننكر أن واقع الأمر تغير بعض الشيء في إداراتنا، مع رصد حالات هنا وهناك.
وكالة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بسطات تتوفر على أجراء لا يزالون يمثلون رواسب عقلية إدارية تحمل شعار: “سير حتى تجي” فالتعامل مع أصحاب ملفات التعويض عن الامراض يفرض محموعة من المقومات الشخصية والمهنية. فلا يمكن أن يتم إرجاع ملفات التعويض لأكثر من مرتين أو ثلاثة لإضافة طابع، أو وثيقة كان بالاحرى المطالبة بكل الوثائق في الوهلة الاولى. نعم، فهناك مرضى قد يتنقلون لطبيبهم المعالج بالبيضاء أو الرباط، لا يتحملون العبئ النفسي والجسدي في هذه المعاملة اللاانسانية والحاطة من كرامة المنخرطين قبل ذوي الحقوق الذين بمساهماتهم المالية الضخمة وتعويضاتهم الهزيلة، يستمد الصندوق قوته المالية.
المعاناة مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بسطات طالت كذلك الشركات التي بعد الخلل السيبراني الذي تعرض له، وهو المسؤول عنه، لم تعد تتمكن من تصريح الاجراء عبر الموقع الذي ازداد تعقيدا، وحتى عندما يطلبون اضافتهم بالطريقة الورقية فإن الوكالة تتحجج بأن هذه العملية لا يمكن إجراؤها إلا عبر الموقع المخصص لذلك DAMANCOM الذي اوقف كل العمليات، لتتوقف عملية التصريح بالاجراء الجدد وما قد يترتب عنه من غضرار بمصالحهم الاجتماعية والصحية. أخطاء تتكرر لكن فاتورتها يؤديها المنخرط لا غير في انتظار تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة؟ المحاسبة من الخلل الرقمي ثم في التعامل مع ملفات المنخرطات والمنخرطين وذوي حقوقهم بكل مهنية واحترام.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=10743
