قام وفد برلماني “غير مُكتمل” بزيارة مفاجئة لمستشفى الحسن الثاني بسطات، بعد أيام قليلة فقط من زيارة الوزير المعني لتدشين احد المراكز بسطات.
خطوة في ظاهرها إيجابية، لكنها كانت ستكون أكثر وقعاً لو حضر الوزير نفسه، فحينها كانت المفاجأة ستكون مُكتملة بالفعل.
نُثمّن أي تحرك لصالح المواطن، لكن من الملاحظ أن طريقة صياغة « التدوينات” تطغى عليها لغة الأنا والشخصنة. فحين يُقال “قُمنا” نفهم العمل الجماعي، أما “اتصلتُ” فتوحي بانفراد لا يليق بروح العمل التشاركي.
ويُقال أيضًا إن الوفد “وقف على اختلالات واضحة في الحكامة وتدبير المرفق الصحي”، لكن السؤال الحقيقي: ما هي الإجراءات التي ستُتخذ؟ من سيُحاسب؟ من سيتحمل مسؤولية الإهمال والتلاعب في هذا المرفق الحيوي؟ لأن الاكتفاء بالملاحظة والتقرير دون قرارات ملموسة، يُفرغ الزيارة من مضمونها.
أما الاتصال بالوزير، فليس سوى محاولة توثيقية عابرة، لأن المكالمات لا تُصلح واقعًا متدهورًا، ولا تُنهي معاناة المواطن، بل تُنسى بعد دقائق من انتهائها، بينما الاختلالات باقية ومستفحلة.
وبخصوص زيارة المديرة الإقليمية للشركة الجهوية متعددة الخدمات، فالصورة كانت أكثر تعبيرًا من الحدث نفسه: ابتسامات، ارتياح،.. وكأن سطات تعيش رخاءً مائيًا غير مسبوق!
بينما الواقع أن الساكنة تُعاني ويلات الانقطاعات اليومية، والشركة دائمًا تجد لنفسها مخرجًا سهلًا: “حادث عرضي”… جملة تُقال باستمرار دون أن نعرف ما المقصود بها أصلًا، وهل الحوادث العرضية أصبحت القاعدة وليس الاستثناء؟