اخبار سطات : هيئة التحرير
تعيش مدينة البروج هذه الأيام على وقع فوضى تربوية غير مسبوقة، حولت مستقبل التلاميذ إلى رهينة لصراعات بين بعض مديري الثانويات (ثانوية البروج التأهيلية ، ثانوية رحال المسكيني وثانوية بني مسكين الإعدادية ). وفي ظل غياب تدخل جاد من المسؤولين، يتفاقم الاحتقان داخل الوسط المدرسي، ما يهدد بانفجار اجتماعي قد تكون عواقبه وخيمة على الأسر والتلاميذ على حد سواء.
الجريدة توصلت بأوديوهات صادمة لأمهات تلاميذ يعبّرن عن معاناة أبنائهن، حيث صرحت إحداهن أن ابنتها تفكر في الانتحار بعدما أُغلقت جميع الأبواب في وجهها، وأخرى تؤكد أن ابنتها ستنقطع عن الدراسة مرغمة، بينما هناك من يخشى أن يدفع اليأس أبناءه إلى الانزلاق نحو صراعات خطيرة في الشارع،هذه الشهادات تدق ناقوس الخطر، وتؤكد أن الأزمة تجاوزت الجانب الإداري لتصل إلى تهديد مباشر لسلامة وحياة التلاميذ.
بين من يرفض استقبال تلاميذ جدد بدعوى “إفراغ المؤسسات”، ومن يغلق الباب أمام أي طلب لتغيير التوجيه، أصبح التلميذ مجرد كرة تتقاذفها أهواء بعض المسؤولين. أما الاكتظاظ داخل الأقسام فقد وصل مستويات خانقة، ليتحول التعليم في المدينة إلى امتحان يومي للقدرة على الصمود بدل أن يكون حقاً دستورياً مضموناً.
كل هذا العبث يجري في البروج تحت أنظار خمسة برلمانيين ومستشارين اختاروا الصمت المطبق وكأنهم غير معنيين بمستقبل أبناء منطقتهم.،صمت يرقى إلى تواطؤ سياسي مكشوف، حيث تُركت الأسر وحيدة في مواجهة جشع بعض مديري المؤسسات.،هؤلاء المديرون بدل أن يكونوا حماة للتلاميذ صاروا يمارسون لعبة “الترحيل” و”الاستقواء”، يقذفون التلاميذ من باب إلى آخر وكأنهم مجرد أرقام بلا حقوق،أماالمدير الإقليمي، فاختبأ في مكتبه المكيّف، متفرجاً على فوضى قد تتحول في أي لحظة إلى كارثة اجتماعية، بعدما بلغت معاناة بعض التلاميذ درجة التفكير في الانتخار،ناقوس الخطر يُقرع اليوم بقوة: مستقبل التلاميذ يُذبح أمام أعين الجميع، والمسؤولية موزعة بين مدراء استبدّوا، ومنتخبين خانوا الأمانة، ومسؤول إقليمي يعيش في برجه العاجي بعيداً عن واقع المدينة.
الوضع لم يعد يحتمل الانتظار،في حين يصل اليأس إلى درجة التفكير في الانتحار، تصبح الأزمة قضية حياة أو موت، لا مجرد خلاف إداري. ذلك، يبقى تدخل وزارة التربية الوطنية بشكل عاجل أمراً ضرورياً لإعادة الاعتبار لحق التلاميذ في التعلم، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.