في وقت كثر فيه الحديث عن مدارس الريــادة والتبجح بها كنموذج تعليمي عصري للنهوض بالمدرسة العمومية، عبر تجويد التعلمات الأساسية، مازالت مدارس بالمديرية الإقليمية للتعليم بسطات خارج هذا السياق، منسية، وتعرف مجموعة من الأوضاع المزرية و الاختلالات العميقة، بدء من ترقيعات إعادة الانتشار وتواطــأ مديرين مع مصالح المديرية الإقليمية و توزيع تكليفات هنا وهناك و ضم مستوى إلى آخر دون أدنى اعتبار لا لمصلحة التلميذ أو المدرس على حد سواء، ومرورا بالحالة الكارثية لعدد من الوحدات المدرسية التي لم تعد صالحة للتعليم ، وما تفجر بفرعية أولاد عشي بجماعة دار الشافعي مؤخرا نموذجا، وانتهاء بما تعرفه فرعية العباضلة التابعة لمجموعة مدارس أولاد بلقاسم بالجماعة الترابية أولاد فارس الحلــــة ببني مسكين الشرقية دائرة البروج التي تدرس فيها أستاذة وحيدة جميع المستويات بقسم مشترك من الأول إلى السادس.
وإن كانت ظاهرة الأقسام المشتركة شائعة فيما مضى بالمدارس القروية لمعالجة نقص الموارد، والتي تتطلب استراتيجيات تدريس خاصة، مثل تدوير المهام والتعاون، لتلبية احتياجات كل مستوى، لمواجهة تحديات مثل إدارة الزمن وتنوع المواد، فإن وزارة التربية الوطنية أصبحت سنويا تعلن عن مباريات لتوظيـــــف عـــــدد لا يستهان به من أطر التدريس فأين هو التوزيع المجالي العادل لتوفير موارد بشرية كافية بتراب كافة مديريات التعليم بالمملكة ؟ وهل الجهود المبذولة في مدارس الريادة بسطات يوازيه تتبع ما تعرفه الوحدات المدرسية بالعالم القروي من ” كوارث ” و” مجازر ” تعليمية بالإقليم ؟
وصلة بالموضوع ، عبر عـدد من الآباء و الأولياء للتلاميذ في اتصالات متفــــــــــرقة ب ” أخبار سطات ” عن تذمرهم من استمرار اعتماد عدد من ظواهر ” الترقيع” بمديرية سطات وطالبوا الوزارة المعنية بالتدخل و الالتفات إلى وحدات العالم القروي و اعتماد سيادة عدالة مجالية بالتعليم لتطوير الأداء وتحسين المردودية وضمان تمدرس يضمن على الأقل الحد الأدنى من تجويد التعلمات الأساسية.
