عرفت ملحقة غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الدارالبيضاء سطات، بمدينة سطات ذكرى أربعينية الراحل عبد السلام أبو إبراهيم يومه الأحد 21 دجنبر الحالي بحضور كثيف فعاليات محلية ووطنية من مختلف المشارب، بالاضافة لفعاليات اتحادية, الكل حضر اعترافا لخصال رجل من نوادر رجالات سطات الشاسعة، رجل عرف بنضاله الصامت و حكمته القابلة لكل الآراء. رجل من رجالات السياسة الحقيقية التي تمارس بالفضيلة، وتعمل في احترام لكل الفرقاء والأطراف، إحترام يغذيه نكران الذات ووطنية عالية صادقة غير معلن عنها في كل وقت وحين. فالسي عبد السلام لم يراكم ثروات ولا عقارات ولا ريع، ولا أي شبهة استغلال تاريخه النضالي لمصالح شخصية أو عائلية، بل على العكس فهو ذاك المناضل الذي بقي واقفا وشامخا بمبادئه وثوابته إلى أن إنتقل إلى جوار ربه. نعم فالراحل كان معروف عنه أنه تاجر، ونعلم قوة أهل تافراوت في التجارة وحنكتهم، لكنه أثر على نفسه لصالح مبادئ نضالاته, في وقت عرف المشهد الحزبي في وطننا طفيليات تقتات على المبادئ والمواقف بل وتزايد بالوطنية، فراكمت عقارات وأرصدة، بالداخل والخارج، لكنها أفلست قيمتها وأضحت فزاعة تجمعها الساكنة المصلحة الآنية تارة والخوف تارة أخرى ليس إلا. إن مناسبة الأربعينية تحولت بسرعة لاعتراف لرجل سياسي ومدني عرف كيف يفصل بين كل دور في لخدمته أكثر ولخدمة المدينة والإقليم، وهي لحظة قل مثيلها في وطننا الحالي الذي طغت فيه الماديات على حساب المبادئ والمواقف. وفي نفس الآن موقف يؤكد أن الحاضرات والحاضرين جمعهم ماض جميل ونظيف مع المرحوم، ماض أبو أن لا يقف، بل يستمر ويخلد لإبقاء شمعة الأمل والمبادئ والعمل الصادق والهادف والمحترم للاختلافات وللأخرين وأدوارهم، للدعوة لخلق إطار مدني محلي ينشد التنمية. الحاضرات والحاضرين بالقاعة طالبوا كذلك بتسمية أحد شوارع أو ساحات المدينة بإسم الراحل لما أسداه لهذه المدينة. مدينة يجب أن تتصالح مع بناتها وأبنائها البررة والمعروفين بنظافة اليد وعلو الكعب، وليس مع فئة من الانتهازية التي تمتص في كل اطراف الاقليم بلارحمة ولا شفقة.
إن أكثر ما وجدناه يلخص الفقيد في كل ما قيل في هذه الاربعينية هو ما كان يريد الاستاذ نور الدين معابد قوله :
“من يكرم هذا الفقيد العتيد،العنيد أو يؤبنه فليتبع خطاه،إذ عاش ،بغية الملتمس،و جذوة المقتبس،وقد اجتمع فيه ما تشذر و تشظى في غيره من قيم نضالية كونية..حسبه أنه أنى سار أضحى ظله فضاء الإمتاع و الإقناع،بل إنه فعل أحد اجتراحات حقوق الإنسان وهو “الحق في الاختلاف”..فلا تكتحل عيون أصدقائه على رحيله بعبرة إذ يمتد في نسغ شجر الحياة..يتبادل الأنخاب،يوزع الشهد و الورد..لا يخشى الفيافي و الشعاب..إذا مات ظمآن فلا نزل القطر،بما أنه أنموذج ما أسميه”الحميمية النضالية”،لاسيما أنه نذر نفسه للعلياء،”كالنسر في القمة الشماء”،لا يستمرئ الدعة،يقول للنضال على الرحب و السعة.عاش عفيف الإزار،ثقيل العيار ،وارف ظلال الأيك،أريحيا جوادا.”
ونحن نكتب المادة، أباح لنا أحد أبناء سطات، بحكم أن الفقيد كان من أحد أعمدة ومؤسسي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالاقليم، بعبارة ننقلها لكم بكل أمانة :” ياخويا الاتحاد الاشتراكي مشى فوق أولادو…” وللأسف ففي القاعة كانت روح الاتحاد القوية والحقة وفقط…. والاخطر أن تمشي البلاد فوق أولادها، وتهمش الصادق والامين المكون وتقرب الانتهازي والفارغ….
















