عملية “دعم” التلاميذ ذر للرماد أم “بريكول”

هيئة التحرير
هنا سطاتوطنية
هيئة التحرير8 ديسمبر 2023آخر تحديث : الجمعة 8 ديسمبر 2023 - 10:59 صباحًا
عملية “دعم” التلاميذ ذر للرماد أم “بريكول”

تستمر اليوم الجمعة في بعض مؤسسات التعليم بإقليم سطات، ما اصطلح عليه بعملية الدعم بعد أكبر إضراب لهيئة التدريس في المغرب. إضراب دعت له تنسيقيات هذه الفئة على خلفية تبني الوزارة الوصية ومعها الحكومة مرسوم بمثابة نظام أساسي للتربية الوطنية. الوزارة الوصية وأمام هذه الوضعية وتشبثها المستميت بنظامها الاساسي، قررت التنسيق مع وزارة الداخلية لتوجيه جل مشاريع برنامج أوراش للدعم المدرسي داخل المؤسسات؟؟؟ من المعروف في كل بلدان العالم أن الولوج لمهمة التدريس يطلب تكوينا بيداغوجيا كافيا ومستفيضا، وليس فقط رصيد معرفي وأكاديمي…
هيئة المفتشين هي التي تراقب كل العمليات التربوية داخل المؤسسة وتكون على عاتقها مسؤولية تتبع وتأطيركل ماهو تربوي لهيئة التدريس داخل حرم المؤسسة التعليمية. عملية الدعم الحالية، او كما ينعتها البعض “البريكول” هي الاغرب في عالم التدريس فوق كوكب الأرض. ففجأة اعتلى مهمة التدريس شابات وشباب من تأطير جمعيات في اختصاصات بعيدة عن المجال، وتحت إشراف وزارة الداخلية، وبدون أي تأطير او مراقبة من قبل هيئة التفتيش (وزارة التربية الوطنية) ؟؟؟ لتطرح لنا مجموعة من التساؤلات التي قمنا في اخبار سطات بطرحها على ذوي الاختصاص، وبالضبط مجموعة من المفتشين حاليين وسابقين بمديرية سطات.
فعند طرح سؤال هل قامت هيئة التفتيش باختيار من تم تحميلهم مسؤولية القيام بعملية “الدعم” لبناتنا وأبنائنا؟ كان الجواب جد مختصر وصادم، حيث اجمعوا بعدم مراسلتهم في الموضوع ولا علم لهم بشكل رسمي بما يقع داخل المؤسسات التعليمية (مرحلة الدعم).

IMG 20231208 WA0006 - اخبار سطات

بالنسبة للأستاذ عبد الرحيم السراج، مهتم بالشأن التربوي فإن الدعم التربوي تخطيط عقلاني منسجم مع مراجل إرساء التعلم وليس فكرة لسد الخصاص.
لقد كان من بين الأسباب التي دفعت بإعادة النظر في النظام التعليمي ببلادنا منذ الثمانينات التعثر والتأخر الدراسيين المؤديان الى التكرار والهدر والاقصاء حيث تصور المسؤولون عدة إجراءات للتخفيف من هذه المشاكل وكان على رئسها تبني بيداغوجية الدعم التربوي.
بداية لابد من الإشارة ان الدعم التربوي مرتبط بعملية أساسية في العملية التعليمية الا وهو التقويم التربوي فلا يمكن انجاز أي عملية للدعم التربوي دون انجاز تقويم تربوي لتعلمات التلاميذ وعليه سنعرج ولو بإيجاز عن مفهوم التقويم التربوي والذي يراد منه تلك العملية التي تسعى الى الجمع المنظم للمعلومات قصد معرفة مدى حدوث لدى التلاميذ بعض التغييرات المقصودة والمتضمنة في الأهدافومراقبة مستواها لدى كل تلميذ(ة) وإصدار الحكم الملائم واتخاذ القرارات المناسبة.
أي ان التقويم لا يمكن ان يتم الا بعد إرساء المعارف وبناء القدرات والمهارات والمواقف المحددة من خلال الأهداف التربوية المشار اليها في البرامج الدراسية، حتى يتسنى للأستاذ)ة) من معرفة مدى نجاعة طرق ونهوج تدريس مادته. وهذا لن يتأتى الا من خلال استثماره نتائج التقويم وخاصة التقويم التكويني وبعدها يتم العمل على تصنيف التلاميذ لان التقويم لا يقتصر دوره فقط على ترتيب وانتقاء التلاميذ، الشيء الذي يترتب عنه عواقب وخيمة في الفشل الدراسي و التكرار والفصل عن الدراسة…من هنا تأتي أهمية بناء استراتيجية الدعم التربوي وفق النتائج المحصل عليها حيث يتم اختيار نمط الدعم المناسب لحاجيات المتعلم وبالتالي يعتبر الدعم التربوي كمجموعة من الأنشطة والوسائلوالتقنيات التربوية التي تعمل على تصحيح تعثرات التلاميذ من صعوبات تحول دون ابراز القدرات الحقيقية والتعبير عن امكانياتهم الفعلية لتقليص الفارق بين الأهداف المتوخاة والنتائج المسجلة، اذن فهم مرتبط بكل أنواع التقويم و يتم في نطاق أنشطة القسم، اما من خلال دعم دائم ومستمر علــــــى شكل تدخلات آنية للمراجعة والتثبيت والتعويض وسد الثغرات، من طرف نفس الأستاذ(ة)او دعم فردي عن طريق تكليف فئة معنية من المتعلمين بإنجاز بعض الأنشطة التكميلية،او دعم مرتبط بالتقويم التكويني الذي يقوم به الأستاذ(ة) من خلال استثمار النتائج وهذا النوع يتطلب تفييئ التلاميذ لاختيار نمط الدعم المناسب لحاجيات المتعلمين وفق ما تقتضيه ظروف التعليم والتعلم المختلفة من تغدية راجعة او إعادة الدروس او البحث عن استراتيجيات تعلم بديلة من طرق ونهوج وهكذا فعملية الدعم ليست بالطريقة التقنية التي يتصورها البعض من تكملة للدروس او حتى انجاز بعض التمارين بل تتطلب دراية بالبرامج الدراسية وكفاءات بالمقاربات البيدغوجية المعتمدة في التدريس وبأساليب وأنواع التقويم التربوي وبنتائجه واستثمارها وهذه مفاهيم لا زالت تطرح تباين بين المدرسين والفاعلين التربويين وبالأحرى ان تنجز هذه العملية من اشخاص خارج فضاء القسم غير مسايرين و غير متتبعين للأنشطة التربوية ولمراحل تعلم التلميذ(ة) ولا يتوفرون على تشخيص علمي دقيق وبالتالي فما يشاع حاليا من انجاز أنشطة مع التلاميذ اعتبرت كدعم تربوي فيمكن تصنيفها ضمن أي نشاط تربوي، بما انها تنجز داخل فضاء المؤسسات التعليمية، الا اعتبارها دعما تربويا،لان هذا الأخير يتطلب شروط و ومراحل واليات للتنفيد نذكر من بينها:
أولا؛أستاذ(ة) ممارس بحكم مهامه وتكوينه،مؤهل لإرساء المعارف والقدرات والمهارات المحددة في المناهج الدراسية؛
ثانيا؛ انجازالتقويم التربوي المطابق للأهداف التربوية المرتبطة بمضامين البرامج الدراسية؛
ثالثا؛ استثمار نتائج التقويم التربوي المنجز من طرف الأستاذ(ة) الممارس(ة)؛
رابعا؛ تفييئ وتصنيف التلاميذ حسب نتائج التقويم التربوي (مراقبة مستمرة…)
خامسا؛ اختيار نمط الدعم التربوي المناسب لكل فئة من التلاميذ؛
سادسا؛ انجاز تقويم للفئات المتعثرة لمعرفة مدى تأثير حصص الدعم لمواكبة المسار التعليمي للتلاميذ ضمانالمبدأ تكافئ الفرص؛
فاين نحن من كل هذه الاليات والتقنيات التربوية الخاصة بالدعم التربوي بما يجري داخل فضاء المؤسسات التعليمية خلال هذه الفترة من الموسم الدراسي. فمن البديهي ان أي شخص لم يسبق له ان تلقى تكوينا او تدريبا في تلك التقنيات والوسائل والممارسات التربوية والديداكتيكية لن يتمكن من تطبيق أدني مستوياته.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.