من المفروض أن انطلاق الدراسة بالمغرب حسب البلاغات الرسمية للوزارة، هو يوم 09 شتنبر. وطبقا لهذا القرار الرسمي، فان كل تلاميذ الاقليم التحقوا بفصولهم الدراسية، غير أن الواقع ليس كذلك. بسطات، كما في عدد من أقاليم المملكة، بقيت عدد من المؤسسات تتخبط في التسجيل لحدود بداية هذا الاسبوع، مع ما تم تسجيله من ازدحام أمام مكاتب المديرين من قبل الامهات والاباء والتلاميذ لضمان مكان بالمؤسسة أو تغيير المكان بنفس المؤسسة. عملية يصعب على المواطن البسيط قضاؤها دون وساطة أو تدخل من طرف احد الاعيان، أو منتخبي الاقليم، أو منتسبي النقابات، ولو كانت من حقه قانونا. الغريب هنا، هو أن هذه المعانات السنوية للتلاميذ مع أول مؤسسة للدولة يتعاملون معها في سن مبكرة، ويفتحون فيها أعينهم للانسجام والانصهار داخل مجتمع تضع أسسه المدرسة؟ فهذه الاخيرة هي التي تلقن للناشئة أهمية احترام المواعيد، وتعلمه أن هناك فرق كبير بين العالم الرسمي والواقع الذي يعيشه. كما تجعله يقبل بأنه لينال حقه، عليه الاعتماد على تدخل ذوي النفوذ؟ مدرسة هي مجتمع مصغر يتكون من مواطنات ومواطني هذا البلد الذين تابعوا تكوينهم وتحملوا مسؤولية تكوين مجتمع الغد. مجتمع من المفروض ان يكون مشبعا بروح الوطنية وقيم المواطنة، في احترام سيادة القانون وتكافؤ الفرص. هي جملة تصم آذاننا من افواه جلها لا يحترم جوهرها، فالدخول للمؤسسات التعليمية يجعلك تتأكد أن الطريق طويل بين التنظير والتطبيق، وأن الصرامة والزجر القويين هما السبيل الوحيد للقطع مع ممارسات تعطينا نشئا ومجتمعا غير الذي نطمح له.
يوم أمس اعتمدت الحكومة استراتيجية الرقمنة، فهل يمكن تطبيق هذه الالية لتخليق المؤسسات من خلال فتح الباب لكل بناتنا وابنائنا للتعبير عن رغباتهم في الانتقال سواء بين مؤسسات أو داخل المؤسسة، ثم وضع معايير موضوعية لتلبية الرغبات بعيدا عن التدخلات والاتصالات وغيرها. وهل يمكن اعتماد هذه الالية لتنظيم لوائح الاقسام، حتى لا يبقى بمؤسساتنا قسم المحظوظين وأقسام الآخرين من عموم بنات وأبناء المغرب. وهل يمكن اعتماد ادوات تقنية غير مكلفة لمراقبة الوجبات الغذائية التي تقدم للتلميذات والتلاميذ بالداخليات؟؟ وهل يمكن اعتماد آليات تقنية لمراقبة جودة عملية التدريس ومدى اعتمادها على معايير مقبولة في تقويم التلاميذ بعيدا عن أية معايير أخرى تهدد تماسك المجتمع؟
كل دخول مدرسي وأنتم بخير…
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=9416