“البيجيدي” غير معني بالمشاركة في مجلس المستشارين، هي الجملة الغريبة التي ترددت في بيان العدالة والتنمية المنشور في الموقع الإلكتروني للحزب، و التي استجلت موقف إخوان العثماني من نتائج انتخابات مجلس المستشارين، حيث أفاد بيان صادر عن اجتماع أمس 6 اكتوبر للأمانة العامة للحزب ، جاء فيه، أنه “إسهاما في تحصين المسار الديمقراطي ببلادنا و الحفاظ على مصداقية العمل السياسي، أن الحزب غير معني بالعضوية في مجلس المستشارين” و دعا ذات البيان مرشحي الحزب الذين تم إعلانهم “فائـــزين” لتقديم استقالتهم من عضوية المجلس وفق المسطرة القانونية الجاري بها العمل .
بيان “البيجيدي” الصادر عن اجتماع ترأســـه الأمين العام للحزب الدكتور سعد الدين العثماني و ذيل توقيعه نائبه سليمان العمراني والــذي صدر في وقت متأخر ، عـلى شاكلة تلك البلاغات الصاعقة التي كانت تصدر أيام كورونا لما كانوا يسييرون الحكومـة، أكد على أن “الأصوات التي حصل عليها مرشحو الحزب تتجاوز بشكل كبير وغريب وغير مقبول الأصوات التي تعود إلى العدالة والتنمية أو التي من الممكن أن تؤول إليه من خلال تنسيقه مع حزب التقدم والاشتراكية محليا، ولا تتناسب مع النتائج المعلن عنها في اقتراع 8 شتنبر” .
الغير مقبول في بيان إخوان العثماني الذي أصبح مادة يتفكـه بها رواد مواقع التواصل ، أن مصداقية العمل السياسي، تقتضي من أي حزب في إطار منهجيته المؤسسة على المشاركـة، أن يكون واضحا ، و أن لا يزكي مرشحيه وعند فرز النتائج يقول انه غير معني بالعضوية في المؤسسات الدستورية .
و الغير المقبول كذلك أن الحزب لما قدم لوائح ترشيح مرشحيه وزكاهم لدى السلطات المعنية كـان يعرف الاحصائيات و يعرف عدد منتسبيه في الهيئـــة الناخبة التي ستصوت في اقتراع مجلس المستشارين، أي كان يعرف الأصوات التي تعود إلى العدالة والتنمية أو التي من الممكن أن تؤول إليه من خلال تنسيقه مع حزب التقدم والاشتراكية محليا ؟ فلماذا قدم ترشيحات في بعض المناطق و هو يعرف مسبقا أن عدد منتسبيه غير كاف للفوز بالنظر إلى شراسة الاصطفافات و التقاطبات التي تعرفها هذه الاستحقاقات ، فهل كلمة “غير معني بالعضوية” في مؤسسة دستورية رسالـة من صقور الحزب لها علاقــة بمنهجية المشاركــة موجهة للسلطات؟ أم هي تناقض ينضاف إلى تناقضات تلك القرارات التي تتعارض مع مبادئه ومنطلقاته المرجعية التي قبل بها إبان تسييره في الحكومة و التي مست خلفيته المرجعية و ساهمت في تبديد رصيده الرمزي …؟.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=4898
