مدينتي تحتضر

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير14 مارس 2017آخر تحديث : الثلاثاء 14 مارس 2017 - 10:00 مساءً
مدينتي تحتضر

فهي تفتقر للإنارة في جل أحيائها، وإلى الطرقات المعبدة وإلى المستشفيات ذات الصبغة الإنسانية، وإلى كل المرافق الإجتماعية من حدائق ومتاحف ودور للمسرح والسينما والثقافة ومرافق رياضية وساحات عمومية …

اليوم مدينة سطات تحتضر بعد رحيل رجالاتها الأوفياء (والفاهم يفهم)، وما حادثة إنهيار قنطرة وادي بن موسى الواقعة بوسط المدينة بالأمس القريب إلا دليلا قويا على انهيار وإسقاط  تحمل المسؤولية الواقعة والمنوطة على عاتق الجميع، كانوا مدنيين أم حكوميين  جمعويين أم برلمانيين، أصحاب القرار!!

..هل يعقل أن تكون مدينة سطات هي الأقل وقعا وموقعا من مدن وأقاليم استفادت 100/100 من خلال التنمية المستدامة والتنمية البشرية، وفي جميع المجالات؟!خ العريق والجغرافيا الساحرة، التي ساهمت في بناء المغرب الحديث واستقلاله من عبث المستعمر الغاشم، وذلك من خلال إنجابها لرجالات ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن يبقى المغرب موحدا تحت شعار ” الله-الوطن-الملك” من طنجة إلى الكويرة، وفي طليعة الدول المتقدمة ذات الحرية والسيادة والديموقراطية….هل يعقل أن تكون مدينة سطات جزيرة تعيش الحكم الذاتي وهي جزء لا يتجزأ عن المملكة المغربية  ؟!

..هل يعقل أن تكون مدينة سطات هي الأقل وقعا وموقعا من مدن وأقاليم استفادت 100/100 من خلال التنمية المستدامة والتنمية البشرية، وفي جميع المجالات؟!

..هل يعقل أن تكون مدينة سطات هي الأقل وزنا وتأثيرا في ومن خلال القرارات السياسية التي تتخذها سيادة الحكومة من مدن قامت قيامتها بالعهد القريب؟! 

مدينة سطات يجب أن تنعم بالمساواة كباقي المدن المغربية، من حيث الحقوق والواجبات ،ومن حيث البنيات التحتية واهتمامات الحكومة المغربية ببرامج وسياسات المدن، فلا فضل لمدينة على أخرى، فكلنا مغاربة، وكلنا نعشق تراب هذا المغرب الجميل والوطن العظيم، نفتخر بمشاريع الرباط -سلا كما نفتخر بمشاريع سطات وفاس، و بنكرير ومراكش والصويرة، واصيلة ومكناس، وبني ملال ووجدة والفقيه بن صالح والعيون، وطنجة، و ورزازات وغيرها من المدن المغربية، ونتألم عند تهميش أو تجريد أي مدينة مغربية عن هويتها، كيفما كان موقعها أو مستواها، فكلنا مغاربة، وكلنا نشكل هذا الصرح العظيم ألا وهو المغرب..فكلنا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

للأسف الشديد لا شيء يتبدل هنا بسطات سوى الفصول الأربعة، أما باقي الأمور فهي سائرة نحو الأسوأ، ولازالت دار لقمان على حالها منذ أواخر التسعينات، فلا ترى سوى مناظر الغبار والازبال المتراكمة، وفرق الحمير والبغال الطليقة والمسيبة ببعض أزقة المدينة دون رقابة أو قانون زجري صادر عن السلطات المحلية. 

اليوم كمغاربة  نطالب و نريد أكثر من أي وقت مضى أن تستعيد مدينتنا الحبيبة مكانتها وحضورها داخل الخريطة والساحة المغربية -طولا وعرضا- وبين أخواتها بصفتها المدينة الرابطة شمال المغرب بجنوبه، ولما لها من مقومات ثقافية وفلاحية وقدرات بشرية بعيدا عن كل الحزازات والعقد والكراهية لهذه النقطة المغربية،ا لعربية، الإسلامية والإفريقية، وبعيدا عن كل نقاش عقيم.

إننا نحن السطاتيون ننتظر بشغف وشوق عظيمين عودة سطات إلى حضيرة المغرب بكل المعاني والمقاييس لتجسيد روح التضامن والقيم الإنسانية وتقاسم الثروات والخيرات والخبرات.

إننا نحن السطاتيون كساكنة وسطات كمدينة  نبحث عن تصحيح الأوضاع وعن الدعم الجدي والصريح بعيدا عن “bla-bla” وبعيدا عن كل أنواع التلاعبات، ونتوق إلى إتاحة الفرصة لمدينتنا قصد إعادة تركيز عملها داخل المغرب والمنطقة العربية وإفريقيا ككل.

سطات الآن في حاجة ماسة إلى إعطاء الضوء الأخضر لمشاريع إستراتيجية مهمة منها: الصناعة، الثقافة، التجارة، الرياضة والسياحة، قصد الرفع من وثيرة التقدم الإجتماعي. مشاريع تظفي دينامية تساهم في تحقيق التقدم والاستقرار، بعيدا عن التشرميل والعربدة وكل أنواع الفساد ..قصد إفراز مناخ محفز للنمو والازدهار.

اليوم مدينه سطات تطالب بمبادرات وإنجازات وجهود بناءة تكون على أرض الواقع لفائدة الساكنة، اليوم سطات تعيش عقدة الانفصام وتحتضرعلى مرمى ومسمع كل المغاربة، فهل من ذنب اقترفته هذه المدينة؟!! -يستوجب الاستغفار-، وهل من جريمة ارتكبتها؟ !! حتى تصدر في شأنها كل أنواع العقوبات!! وهل من ضريبة يجب أداؤها عن هذه المدينة وعن أهاليها؟ !! قصد رفع هذه الغمة وكشف هذا البأس! 

اللهم إن هذا منكر..اللهم إن هذا منكر!!!!!!!!!!

إن نحن إلا مواطنين مغاربة، نطالب فقط بترسيخ الاواصر التي تجمعنا كمغاربة، لتقاسم الموارد الطبيعية وتبادل الأفكار، وتشارك وتقاسم الثرات الثقافي والحضاري.

وندعوا و نطالب جلالة الملك الوقوف على هذا الوضع المأساوي، ومنح نفس الإهتمام الذي تنعم به باقي المدن المغربية بزيارات عمل وعنايات سامية ومعاينات عن كثب لهذه المدينة المنكوبة قصد دراسة ملفها المفقود من الذاكرة. 

كما نطالب أعضاء الحكومة والمسؤولين، الغيورين على هذه الرقعة من هذا الوطن، الوقوف على حقيقة أمورها وسر تخلفها وتهميشها وما ألم بها وباهلها، حتى 

اقبر تاريخها وطمست معالمها.

واخيرا لا يسعنا إلا الدعاء “مولانا نسعاو رضاك وعلى بابك واقفين …..لا من يرحمنا سواك يا ارحم الراحمين” ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عذراً التعليقات مغلقة