القصبة الإسماعيلية بالبروج تنهار… والمشهد الرسمي غائب.

هيئة التحرير
2025-05-08T12:46:03+01:00
غير مصنفجهوية
هيئة التحرير7 مايو 2025آخر تحديث : الخميس 8 مايو 2025 - 12:46 مساءً
القصبة الإسماعيلية بالبروج تنهار… والمشهد الرسمي غائب.

أخبار سطات : محمد بونفاع

في تطور خطير يُنذر بخسارة معلم تاريخي ثمين، سقط أول برج من أبراج القصبة الإسماعيلية بمدينة البروج، وسط صمت رسمي مقلق، وغياب لأي تدخل ملموس من الجهات المسؤولة عن حماية التراث الثقافي والمعماري الوطني.

القصبة، التي تعود إلى حقبة إسماعيلية راسخة في ذاكرة المنطقة، ليست مجرد بناء طيني، بل مَعْلَمٌ تاريخي ذو رمزية حضارية عميقة، كانت تأوي مراكز إدارية وسكنية، وما تزال تحتضن داخل أسوارها مقرًا للجماعة الترابية ومقاطعة إدارية. هذا الوضع الاستثنائي، الذي يُفترض أن يُحفز الدولة على اعتبارها نقطة ارتكاز في التوازن بين التاريخ والوظيفة، لم يشفع لها من الإهمال المزمن الذي تتعرض له.

سقوط أحد أبراجها ليس فقط مؤشرًا هندسيًا، بل إعلان صريح عن خطر الانهيار الكامل، ما لم يُتدارك الوضع بشكل عاجل.

ويُطرح السؤال الكبير: أين هي وزارة الثقافة؟ وأين هي المندوبية الجهوية للثقافة والتراث؟ واين وأين…؟وهل هناك خطة واضحة لترميمها أو صيانتها؟

إن استمرار صمت المسؤولين، وتجاهل خطورة الوضع، لا يمكن إلا أن يُفسر على أنه إهمال يُعرض المعالم الوطنية للتدمير، ويضرب في العمق السياسات المعلنة لحماية الذاكرة التاريخية الوطنية.

ويُسجّل متتبعون غياب أي برامج عملية للتأهيل أو الترميم، رغم عشرات النداءات والمقترحات التي تقدمت بها فعاليات مدنية وثقافية محلية على مدى السنوات الماضية. ما يحدث اليوم في البروج هو نموذج لإقصاء التاريخ من أولويات التنمية، وللعبث بالموروث العمراني، وسط انتصار الغزو الإسمنتي العشوائي على أصالة الهندسة المغربية.

إن هذا الملف لم يعد يخص البروج وحدها، بل يهم الرأي العام الوطني، لأنه يتعلق بسابقة خطيرة: سقوط معلم تاريخي تُمارَس فيه المهام الإدارية، دون تحرك مؤسساتي يرقى إلى حجم الكارثة.

الزمن لا يرحم، والتاريخ لا يُعيد نفسه، وإذا استمر هذا التهاون، فإن القصبة لن تكون الأخيرة ضمن لائحة السقوط الصامت للذاكرة المغربية،المطلوب اليوم التدخل العاجل لإنقاذ موروث ثقافي ومعلمة وطنية تاريخية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.