دماء الأساتذة المتدربين أعظم حرمة أم مذكرة تدبير الفائض؟

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير11 يناير 2016آخر تحديث : الإثنين 11 يناير 2016 - 7:55 مساءً
دماء الأساتذة المتدربين أعظم حرمة أم مذكرة تدبير الفائض؟

جل النقابات إن لم نقل كلها استعرضت عضلاتها أمام وزارة التربية الوطنية و أمام الأكاديميات في مطلع الموسم الدراسي الحالي بغية إسقاط المذكرة الوزارية الخاصة بتدبير فائض الأطر التعليمية ولم تفلح في مسعاها رغم تجييش عناصرها، لتظهر بصورة المدافع عن المدرس، و إن كنا نظن أنها لم تفعل ذلك إلا من باب مساوقة البروتوكول الذي أصبحت تقتات عليه لبعث مجدها الضائع …..

و اليوم و نحن نعيش مأساة الأساتذة المتدربين أبناء الطبقات الدنيا الهشة من البناء الاجتماعي المغربي، نفاجأ بصمت يكاد يكون مطبقا لتلك النقابات في هذه النازلة التاريخية المخيمة على مغرب هذه الأيام، باعتبار ما سال من دماء زكية و ما هشم من عظام لأساتذة الغد الذين نعدهم لتكريس حقوق الإنسان و مفاهيم المواطنة الحقة في المدرسة المغربية الحديثة. 

كل هذا يقع على بعد سنوات قليلة مضت على إرساء دستور2011 الذي كان من المفروض أن يقطع تنزيله مع هذه الممارسات التي ترجع بنا إلى سنوات الرصاص التي سمع عنها بعض من نجحوا في ولوج مراكز التربية ، غير أنهم اليوم نالهم ما نال سابقيهم من تعسف و عنف كاد يفضي إلى الموت لولا الألطاف الإلهية…

من حقنا أن نسائل تلك النقابات عن هذه السلبية غير المبررة تجاه قضية عادلة يحمل مشعلها شبان و شابات كسبوا احترام الجميع، 

و سطروا تاريخا ناصعا من الثبات و الاتحاد و نبذ الانتهازية ، في مقابل نقابات تبحث عن توافقات مخزية على حساب كرامة الأستاذ…

من حقنا أن نسائل هذه النقابات النشيطة بانتخابات أعضاء اللجان الثنائية المتساوية الأعضاء و ما على شاكلتها، والمريضة بداء الشلل في تقديم العون و المشورة الآنية للأطر التعليمية… دماء الأساتذة المتدربين أعظم حرمة أم مذكرة تدبير الفائض؟

كما من حقنا أن نعبر عن سخطنا على كل من يتبوأ اليوم منصبا قياديا في تلك النقابات، صغر منصبه أو كبر، و لم يتحرك لسانه لمساندة هذه الفئة المستضعفة التي أبانت أنها لا تبحث عن لقمة عيش ذليلة تقيها بأس الجوع و الفقر كما قد يخيل إلى البعض، بل تبحث عن موطئ قدم لإحياء كرامة الأستاذ التي نال منها تاريخ من الظلم تحالف فيه اثنان: سياسات ما بعد الاستقلال إلى الآن، و نقابات تقزمت حتى بدت لناظرها مختصرة في التواطؤ و الانتهازية و المحسوبية و الوصولية….

لقد غدا مشهد الأساتذة المتدربين المنافحين لإسقاط مرسومي وزير التربية الوطنية عنوانا عريضا لحرب الإرادات الذي فقدت فنه كل النقابات بدون استثناء، و للأسف الشديد لم يبق للنقابات أية فسحة للمناورة و الالتفاف على هذا الملف، إذا قدرنا أنها تريد جاهدة مراجعة أوراقها و تصحيح أخطائها، فقد أصبحت تنظر إليه، شأنها شأن كل المتتبعين، من آخر ما تجود به صفحات العالم الافتراضي، زد على ذلك أن تلك النقابات، و منذ بداية هذا المشكل ، ظنت أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى 10000 صيحة في واد سحيق، ثم تواصل الوزارة بإرعابها النفسي بعثرة الجمع ليولوا الدبر، غير أن الرجيع كان أقوى، و مازالت تبعاته إلى الآن…..

عذراً التعليقات مغلقة