رويترز: لا خليفة واضح بعد عباس الذي يبلغ 80 عاماً

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير20 يناير 2016آخر تحديث : الأربعاء 20 يناير 2016 - 9:26 صباحًا
رويترز: لا خليفة واضح بعد عباس الذي يبلغ 80 عاماً

في الوقت الذي تشعر فيه “إسرائيل” بالغيظ لرفع العقوبات المفروضة على إيران واضطراب علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي يسود على الجانب الآخر من الصراع في الشرق الأوسط هدوء غير مريح بين الفلسطينيين يشي بنفاد الأفكار.

ونادرا ما يظهر على الملأ رئيس السلطة، الذي يمر هذا الشهر 11 عاما على انتخابه لفترة رئاسة مدتها أربعة أعوام. وتكرر أكثر من مرة إرجاء ما وعد به من عقد مؤتمر لحركة فتح التي يتزعمها لانتخاب قادة جدد.

وتم عزل بعض أصحاب المراكز العليا في الحركة من مناصبهم وأصبح الباقون يتساءلون ما هي الخطة، ولا يوجد خليفة واضح يتولى الدفة من عباس الذي يبلغ من العمر 80 عاما ومازال يدخن علبة سجائر كل يوم.

ويبدو أن جهوده الرامية لإبراز مكانة بلاده على المسرح العالمي خاصة من خلال الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في يونيو حزيران الماضي قد فقدت زخمها، فقد امتنع المدعون في المحكمة حتى الآن عن فتح أي تحقيق جنائي رغم أن الفلسطينيين يقدمون للمحكمة أكواما من الأدلة.

ولم تثمر الآمال في قيام الفرنسيين بطرح مشروع قرار جديد في الأمم المتحدة بشأن قيام الدولة الفلسطينية رغم استمرار المناقشات حول الموضوع.

وألقي القبض في الاسبوع الماضي على عضو في دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية بتهمة التجسس لحساب “إسرائيل” وكأن المساعي الرامية لحشد تأييد الدول العربية ليست كفاحا كافيا في منطقة غارقة في مشاكل أكبر.

وفي مواجهة زمرة المشاكل تلك كان رد القيادة الفلسطينية أن لجأت إلى حل قديم فدعت لعقد مؤتمر دولي.

وقال هاني حبيب الكاتب والمعلق السياسي المقيم في غزة “لا يوجد هناك استراتيجية. لا يوجد حتى فكر فلسطيني أو رؤية ناهيك عن عدم وجود استراتيجية.”

وأضاف “هذه هي المصيبة الكبرى. العالم غير مكترث بنا ونحن أيضا غير مكترثين بأنفسنا.”

احتمالات تتبدد

وليس حبيب وحده الذي يشعر باليأس، فقد اعتاد الدبلوماسيون الأوروبيون الذين ينسقون مع الفلسطينيين إدارة أعينهم يمنة ويسرة عندما يوجه إليهم السؤال عن رؤيتهم لتطورات الوضع الحالي.

ويتحدث بعض المسؤولين الفلسطينيين من الكوادر الوسطى بصراحة عن شعورهم بالإحباط ومخاوفهم لا عن الانقسامات بين حركة فتح وحركة حماس الاسلامية في غزة فحسب بل عن انشقاقات داخل فتح نفسها وهو ما قد يعصف بالحياة السياسية الفلسطينية.

ويرفض نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس هذه الأقاويل ويقول إن هناك خطة. ويضيف أن “اتصالات ومشاورات دولية” تجري لعقد مؤتمر بهدف إنهاء الاحتلال الاسرائيلي المستمر منذ 49 عاما.

وقال ابو ردينة لرويترز “إن الاستراتيجية الفلسطينية الحالية تقوم على العمل لعقد مؤتمر دولي على غرار المؤتمر الدولي خمسة زائد واحد ينتج عنه آليات لإنهاء الاحتلال.”

وأضاف “تجري حاليا مشاورات واتصالات عربية ودولية من أجل العمل على عقد هذا المؤتمر وهناك ترحيب من دول أوروبية بهذه الفكرة.”

    وعلى صعيد قرارات المجلس المركزي قال “إن هذه القرارات على الطاولة ولا خروج عنها، إضافة إلى أن انضمام فلسطين إلى المؤسسات والهيئات الدولية لن يتوقف، وستشكل الأسابيع والأشهر القادمة مسارا جديدا في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وعلى مستقبل القضية الفلسطينية وتداعياتها” دون إعطاء موعد محدد للبدء في تنفيذ هذه القرارات.

ويرى رجل الشارع الفلسطيني أن ذلك غير مقنع، يقول جميل سباعنة (34 سنة) تاجر “من كثر الإحباط الناس ماشية في البلد مسطلة، “كل يوم بنقول ممكن الامور تتحسن بصير الوضع أسوأ… الله أعلم وين رح نوصل.”

ويضيف “كل الحكي عن قرارات (المجلس المركزي مؤتمر دولي ) حكي فاضي ما رح يصير شي”، أما محمد المدرس في غزة (55 عاما) فقال “عندما تستمع إلى قائد فلسطيني اليوم تكاد تشعر بأنه في غيبوبة، ولا تستمع في حديثه لشيء ذي علاقة بمعاناتنا.”

وتأتي حالة الشلل السياسي في وقت يتصاعد فيه العنف الفلسطيني الاسرائيلي إذ قتل 25 اسرائيليا ومواطن أمريكي في هجمات طعن وإطلاق نار ودهس بالسيارات خلال الأشهر الأربعة الماضية. وفي الفترة نفسها سقط 148 قتيلا من الفلسطينيين على أيدي القوات الاسرائيلية أغلبهم مهاجمون.

وعموما تميل هذه التطورات لصالح “إسرائيل”.

وقد أدان رئيس  وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أعمال العنف واتهم عباس بالتحريض عليها. وهو يقول إنه مستعد للعودة إلى محادثات السلام لكنه يردد أن عباس شريك لا يعتمد عليه.

والمحصلة النهائية عدم تحقيق أي تقدم في المفاوضات التي انهارت آخر جولاتها في ابريل نيسان عام 2014 وعدم وجود احتمالات متوقعة لتحقيق تقدم في المستقبل المنظور.

عذراً التعليقات مغلقة