بورتريه: الدحماني الحاضر الغائب في ليلة القبض على رئاسة بلدية البروج

هيئة التحرير
هنا سطات
هيئة التحرير10 أغسطس 2020آخر تحديث : الإثنين 10 أغسطس 2020 - 8:55 مساءً
بورتريه: الدحماني الحاضر الغائب في ليلة القبض على رئاسة بلدية البروج
هشام الأزهري

يقال أن المحامي لا ينزع الزي المهني للمحاماة الا لكي يتزيى بقوته المعنوية في حياته العامة, ويقال أيضا أن اشرس المدافعين بمحراب العدالة هم أقوى المترافعين من أجل الحق داخل المجتمع.
صحيح أنه ليس كل ما يقال صحيح, والدليل أن محامين انتزعو الاعجاب بمرافعاتهم في أكورا العدالة لكنه خيبوا الظن كتيرا وهم يدبرون شؤون العباد.
المصطفى الدحماني واحد من مؤسسي جمعية المحامين الشباب بسطات وأحد المناضلين الأوائل بالاقليم في حزب العدالة والتنمية, شاب بكاريزما خاصة جدا ربما من قلائل من يتحملون النقذ اللاذع بابتسامة تخفي الكثير, عرفه المشهد السياسي بالبروج كمترافع بارع حول عاصمة بني مسكين من موقع المعارضة, وربما كان من القلائل الذين حافظوا على شعرة معاوية مع الخصوم  قبل المشككين من الاخوان.
معركة قانونية طويلة خاضها رفقة حلفائه بفكر المحامي والممارس من أجل طي صفحة ندبير جعل من البروج قبلة للمدققين والمفتشين.
ربما يعتبر الدحملني واحدا من مهندسي رسالة تاريخية تم توجيهها لوزير الداخلية حول الخروقات بالبروج مما استدعى تشييع لجنة تفتيش والنتيجة تعلمونها جميعا.
دحماني لسوء حظه او ربما لحظ البروج استلم الرئاسة بالنيابة وسط أزمة الجائحة, وكان مطلوبا منه بالأساس العبور بمنطقة عشرات الالاف من المهاجرين الى بر الامان, كان من المنظر منه الانخراط بحزم في معركة الوطن ضد الجائحة كان منتظرا منه لملمة جراح جماعة طعنها سوء التدبير وجعل دماءها تسيل بغزارة في أزقة وشوارع المدينة والنتيجة أنه نجح بشهادة الخصوم قبل الحلفاء في ادارة المرحلة, ربما خطيئته الكبرى انه اقترب من عش الدبابير وهو يقلب دفاتر العمال العرضيين الذين يتقاضون أجرا من دافع الضارائب البروجي دون أن يبارحوا منازلهم ومنهم من تجمعهم قرابة بمستشارين جماعيين لذيهم قرار التصويت على الرئيس المقبل.
قاسية على المقربين منه كانت لحظة كتابته لتدوينة يعلن من خلالها عدم ترشحه للرئاسة وفي الاسباب جعل السؤال مشرعا لحدود السماء, ويكفي استشفاف من كل ما كتب أن ظلم دوي القرابة يكون أشد وأقوى ..
دحماني من خلال فترة قصيرة لم تتجاوز الخمسة أشهر بصم على منهجية جديدة في التدبير وأعطى ملامح لجماعة المستقبل لكن ذلك لم يكن كل شيئ, فالرجل مهووس بالتغيير لكن الذي حدث أن سرعة الضغط على دواسة الوقود كانت أقوى من مركبة أنهكتها الصراعات.
طبعا للرجل صوت سيدلي به في انتخابات الرئاسة والذي لن يذهب أبعد من رفيقه في الحزب المكاوي, لكن هل يجد سؤال التضامن والاستمرارية ودعم مسار الكفاءات إجابة شافية عنه?
الايام فقط من تستطيع الجواب عن السؤال ولحسن حظ الساكنة أن الجواب لن يتأخر كثيرا ..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)

  • الدخيصيالدخيصي

    الدحماني صديق وابن الدوار انه صادق ومجتهد لم ولن يتغير

  • كمالكمال

    السلام عليكم ورحمة الله بالنسبة للأستاذ الدحماني كفائة عالية وثقة في النفس وجدية في العمل واهل الثقة وقناعة كبيرة بارك لله في استاذنا الفاضل الدحماني

  • هشامهشام

    أود أن لٱشكر الكاتب على كتابته الجميلة فيها إقاعات وأنغام تجعلك لا تبرح حتى تكمل القراءة اللهم بارك