جدل الخدمة مقابل الأداء يلهب الأجواء داخل مؤسسة للتعليم الخصوصي بسطات

هيئة التحرير
2020-07-12T16:55:21+01:00
هنا سطات
هيئة التحرير12 يونيو 2020آخر تحديث : الأحد 12 يوليو 2020 - 4:55 مساءً
جدل الخدمة مقابل الأداء يلهب الأجواء داخل مؤسسة للتعليم الخصوصي بسطات

وصلت العلاقة بين مجموعة من آباء وأولياء تلميذات وتلاميذ مؤسسة باسم الله الخاصة وإدارة المؤسسة الى مستويات متقدمة من التشنج بسبب تباعد وجهات النظر بخصوص الازمة المعلنة بين الطرفين والتي يتشبث كل طرف بموقفه منها رغم الوساطة التي يقودها المدير الإقليمي للتعليم بسطات من أجل نزع فتيل النزاع.

الجائحة والتعليم عن بعد يهزان البيت الداخلي للمؤسسة

كان دخول المغرب لحالة الطوارئ الصحية مؤشرا على تغير عميق في العديد من المجالات، وأكبر المتشائمين لم يكن ينتظر ان تتمدد هذه التغيرات لتؤثر في العلاقة بين ضلعي مؤسسة التعليم الخصوصي الإدارة من جهة وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ من جهة ثانية والتي ظلت العلاقة بينهما براغماتية صرفة أساساها تقديم خدمة تربوية تعليمية بجودة عالية مقابل أداء واجبات تتفاوت قيمتها من مؤسسة لأخرى.

القشة التي قسمت ظهر البعير كانت تعالي الأصوات بضرورة مراجعة واجبات الأشهر التي انتقلت فيها المؤسسات الى التعليم عن بعد وسرعان ما انتشرت هذه الدعوات كالنار في الهشيم بجميع ربوع الوطن.

اختلف التعاطي مع هذه الدعوات والمطالب من مؤسسة لأخرى، ففي الوقت الذي اختارت بعضها الانحناء للعاصفة والاعلان الصريح عن تبني مطالب الآباء واعفائهم من واجبات الدراسة، اختارت أخرى التشبث بالعقد المبرم معهم مع تقديم بعض التنازلات.

سطات لم تكن استثناء عن هذه التجاذبات، حيث عرفت العديد من المؤسسات قلاقل لم تنته الا بالتوافق حول حلول ارضت الطرفين، لكن ما حدث في ملف الصراع المفتوح داخل مؤسسة باسم الله الخاصة طال وتشعب وانتج افعالا وردود أفعال عبرت عنها سبع بلاغات بالتمام والكمال لهيئة اطلق عليها اسم تنسيقية أمهات وآباء واولياء تلميذات وتلاميذ م.م باسم الله الخاصة، وبلاغ مديل بتوقيع رئيس المؤسسة إضافة الى خروج مثير لمديرها عبر فيديو بإحدى وسائل التواصل الاجتماعي.

كرونولوجيا الأزمة

أفاد اعضاء من تنسيقية الإباء جالستهم “اخبار سطات”، بأن بوادر الازمة انطلقت أواسط ابريل الماضي، بعدما لاحظوا “ارتجالية” في تسيير عملية الدراسة عن بعد، ليتم اخراج بعض التلاميذ من المجموعات بمبرر عدم الأداء حسب نفس المتحدثين، فتم تشكيل لجنة من الآباء أصدرت بيانا استنكاريا وافرزت لجنة للحوار، لكن يضيف المتحدثون رفضت الإدارة استقبال اللجنة وقيل لهم بأن لا أحد اجبركم علي تسجيل ابنائكم بالمؤسسة وهو الامر الذي زاد من غضب الحاضرين، قبل أن يتم السماح باستقبال عضو واحد عن اللجنة طرح المطلب الوحيد للتنسيقية وهو “الخدمة مقابل الأداء” فيما كان رد الإدارة رفض المقترح.

ما زاد من تأجيج الأوضاع هو فيديو اعتبرته التنسيقية مستفزا لمدير المؤسسة رفض من خلاله مزاعم ومطالب المحتجين وصرح بأن مؤسسته ليست كباقي المؤسسات الامر الذي جر عليه غضب باقي المؤسسات الخاصة بالمدينة والتي اعتبرت هذا الكلام تنقيصا من عملها.

غضب الإباء جعلهم يصيغون عريضة احتجاجية وقعها 135 أب وولي أمر تم توجيه نسخ منها لكل من السيد عامل إقليم سطات، والسيد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والسيد المدير الإقليمي بسطات.

حرص المدير الإقليمي للتعليم على نزع فتيل الازمة جعله يدخل في وساطة بين الإباء والإدارة وهو ما أثمر عرضا أولا قدم للجنة اقترحت من خلاله المؤسسة تخفيضا بقيمة 25 في المائة من واجبات أشهر ماي ويونيو وتخفيض من واجبات النقل المدرسي بقيمة 50 في المائة، لكن التنسيقية رفضت الاقتراح واعتبرته هزيلا خصوصا وان التعليم الاولي والنقل المدرسي يجب ان يكون فيه الاعفاء التام وباقي الاسلاك يجب تقييمها بمنهجية “الخدمة مقابل الأداء”. 

المؤسسة تقدم عرضا ثانيا اعتبره الآباء هزيلا

استمرارا في وساطة السيد المدير الإقليمي للتعليم بسطات، قدمت إدارة المؤسسة عرضا ثانيا اقترحت من خلاله الاعفاء 50 في المائة من الواجب الإجمالي للتمدرس الشهري لشهري ماي ويونيو لكل أولياء أمور التلاميذ الذين يدلون ببطاقة الراميد او بشهادة تثبت انهم في حالة التوقف الاضطراري عن العمل واستفادوا من منحة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والاعفاء 25 في المائة من الواجب الإجمالي للتمدرس الشهري لشهري ماي ويونيو لكل المتمدرسين بالتعليم الابتدائي، المستوى الثانوي الاعدادي، والثانوي التأهيلي.

لكن تنسيقية الإباء عبرت مرة اخري عن رفضها لهذا العرض بسبب ما اعتبرته ضرورة ربط الخدمات المقدمة من قبل المؤسسة بالواجبات التي يدفعها الإباء، واعتبرت بانه من غير المنطقي ان يؤدي الاب واجب خدمة لم يستفد منها معبرين عن استعدادهم لتقييم الساعات التي اشتغلت فيها المؤسسة عن بعد والتي لا تتجاوز الثلاث ساعات وأداء قيمتها كاملا مؤكدين على انهم لا يرفضون الأداء لكن بالمقابل يحرصون أن يكون مقابل الخدمات المقدمة، وأضافوا بأنه من غير المعقول أداء أي مبلغ عن صفر خدمات بالنسبة للتعليم الاولي علما ان الاسر تحملت مصاريف إضافية لتدبير إشكالية عدم ذهاب أبنائهم للمدرسة، نفس الامر بالنسبة للنقل المدرسي، وتوقف الدراسة بعد بلاغ الوزارة.

العودة للنقطة صفر

قامت اللجنة المكلفة بالتفاوض من جديد، بزيارة المديرية الإقليمية للتعليم، وبناء على إعادة احياء وساطته، وبنية إيجاد حل نهائي للمشكل اتصل المدير الإقليمي بإدارة المؤسسة واخذ موعدا مع مديرها وانتقل أعضاء اللجنة الى مقر المؤسسة لمناقشة العرض المقدم من قبلها في 5 يونيو 2020، حيث طلبوا توضيحا بشأن المبلغ الإجمالي.

اللجنة أكدت من خلال بلاغ أصدرته في 10 يونيو 2020 بأن المِؤسسة تشبثت بعرضها ولم تقبل من اللجنة أي اقتراح، والخطير حسب ما جاء في البلاغ أنها ساومت الإباء “بالاعفاء من الواجبات كاملة شريطة سحب شواهد المغادرة لابنائهم من المِؤسسة” وهو الامر الذي اعتبرته اللجنة “أسلوب مستفز ومهين ولا يمت الى الخطاب التربوي بصلة”، واهت بلاغها بعبارة سيكون لها ما بعدها “المؤِسسة بكل أسف قطعت اليد التي مدت اليها للمرة الثانية.   

لا ضوء يبدو في نهاية النفق ولكن ..

اعتبر متتبعون لموضوع الجدل القائم بين المؤسسات الخصوصية والاباء بأن الضحية الأول هو التلميذ خصوصا حين يعاين خطابات وكتابات تتصارع فوق مستقبله، وفيديو المؤسسة ساهم ربما بدون سوء نية في صب الزيت على نيران الازمة في وقت كان الجميع ينتظر أن يتم تدبير الإشكاليات المطروحة في أجواء تربوية وعائلية، كما فعلت العديد من المؤسسات بسطات والتي سارعت الى إيجاد حلول ارضت الإباء واعادت دفئ العلاقة الي سابق عهدها.

وفي حالة المؤسسة موضوع الجدل لا يسود الكثير من التفاؤل في ايجاد حل في القريب خصوصا مع العنف الرمزي الذي طبع بعض الردود المتشنجة، لكن مصلحة التلاميذ والإرادة الصادقة لمدير التعليم بسطات تبقى أهم ضمانة لتجاوز كل الاشكالات.

عذراً التعليقات مغلقة