برامج التنمية بسطات بين التشاور والتنظير والكاميرات…

akhbarsettat9 نوفمبر 2025آخر تحديث :
برامج التنمية بسطات بين التشاور والتنظير والكاميرات…
رشيد بنكرارة

احتضن مركز الاستقبال والندوات التابع لجامعة الحسن الأول بسطات يوم الأربعاء 5 نونبر 2025 ،لقاءً تشاورياً حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، المنظم من طرف عمالة سطات.

اللقاء الذي ترأسه عامل الإقليم السيد محمد علي حبوها ورئيس جامعة الحسن الأول الدكتور عبد اللطيف مكرم عرف حضور عدد من الأساتذة الجامعيين والباحثين المتخصصين في التنمية و التخطيط الترابي، ورجال السلطة و رؤساء المصالح الخارجية و عدد من رؤساء الجماعات الترابية بالإقليم والمنتخبين وفعاليات مدنية وسياسية، شكل محطة للتشاور وتبادل الأفكار حول سبل الارتقاء بمؤشرات التنمية بالإقليم. و تحدث فيه عدد من رؤساء الجماعات و المنتخبين عن جملة من المشاكل، غير أن المثير في اللقاء هو أن عدداً من رؤساء الجماعات البرلمانيين تفننوا في التنظير و نقل المشاكل أمام عدسات الكاميرات، و نشر هذه “الفتوحات” بمواقع التواصل الاجتماعي وكأنها منجز عظيم، في الوقت الذي تئن فيه عدد من الجماعات تحت وطأة الخصاص المهول في البنى التحتية الأساسية كالطرق و الماء وغياب متطلبات العيش الكريم للساكنة التي ضاقت درعا من التشخيص و التنظير ومن هؤلاء المنتخبين من يتربع على كرسي الرئاسة لسنوات دون ترك اية بصمة تذكر في التنمية المحلية.

اللقاء الذي حرص عامل الإقليم على الاستماع فيه لكافة الملاحظات و المطالب، رغم توفر مصالحه على خرائط شخصت بدقة مكامن الخلل من طرف مختصين ورجال سلطة ، ليس حبا في سواد عيون هؤلاء المنتخبين و البرلمانين ،و لكن لكون اللقاء يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات التشاورية حول إعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة، تفعيلا لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس الواردة في خطاب العرش ليوم 29 يوليوز الماضي وخطاب افتتاح الدورة التشريعية بالبرلمان.

الناس ضاقت ذرعا من التنظير والتشخيص و تريد أجرأة و تنزيلا لبرامج التنمية على أرض الواقع، و المنتخبين أصبحوا عبئا ثقيلا على الجماعات لا يجيدون التشخيص و الترافع والبحث عن الرفع من مؤشرات التنمية، وبرلمانيون لا يجيدون الا خطباً وصورا أمام الكاميرات… فالتنمية لا تُصوَّر وتسوق اعلاميا ، بل برامج تُنجَز وتحدث الوقع وتضمن الحقوق.

فساكنة الإقليم بحاجة إلى حضور همومها ومشاكلها في برامج التنمية التي أكد العاهل المغربي أن هدفها القطع مع المغرب الذي يسير بسرعتين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل