الفلاح المغربي الصغير مابين سندان الجفاف ومطرقة كورونا

هيئة التحرير
2020-07-12T16:58:26+01:00
جهوية
هيئة التحرير28 أبريل 2020آخر تحديث : الأحد 12 يوليو 2020 - 4:58 مساءً
الفلاح المغربي الصغير مابين سندان الجفاف ومطرقة كورونا

يعاني الفلاح المغربي اليوم من تأثير الجفاف نتيجة انخفاض التساقطات المطرية في ظل صمت الحكومة والتكتم عنه  ،آلة الحصاد الوحيدة التي تحصد مزروعات الفلاح  الشاوي اليوم هي الماشية فقط والمحصول هو الروث هو (ماااازير) هو الزبل حشاكم ولاشيء غيره لا تبن ولا حبوب .

الفلاح الصغير الذي لايؤمن بشيء اسمه التأمين الفلاحي اليوم يعاني في صمت لا أسواق مفتوحة ليتخلص من جزء من ماشيته ليؤمن قوت يومه هو وعائلته الصغيرة والكبيرة ولباقي ماشيته التي قريبا ستكمل حصد ماعلى الأرض من تبن وبالتالي لن يبقى أمام الفلاح إلا اللجوء لشراء الأعلاف المركزة الباهضة الثمن.

الفلاح المغربي هو صمام الأمان لهذه البلاد به يرتفع مؤشر النمو أو ينخفض حسب الموسم الفلاحي  والحكومة تترجم صمته  بالرضا بالقضاء والقدر الحكومة اليوم تغض بصرها عنه و لم تخرج بشيء لاعانته سوى بإعلان العلاف أي وزير الفلاحة  عن توفير الشعير المدعم اي ( رويزة)بثمن درهمين للكيلوغرام والغريب في الأمر أن هذا الاجراء  يكون كل موسم سنويا سواء كان المحصول وفيرا أو ضعيفا وبنفس ثمن اليوم في ظل الجفاف.

وهنا أتساءل لماذا هذا الاستخفاف بالعمود الفقري للبلاد ( الفلاح) ؟

لماذا يتم تغييب العالم القروي من سياسات الحكومة الواقعية؟

ذلك الشعير إن سميناه دعما فوجب أن يكون بسعر درهم للكيلوغرام وأنذاك يمكن أن نسميه مدعما مع عدم تسقيف الاستفادة منه فكيف يعقل فلاح لديه أربعون رأسا من الغنم وبقرتين وستة أولاد (الفلاح الصغير يقتات من هذا الشعير) يطلب طنا منه فيأتي عون السلطة ليخبره أن حصته مائة وستون كيلوغراما فقط أي كيسين  فقط (جوج خيشات) لأن هذا الشعير لايوزن بالقنطار كيس يساوي ثمانين كيلوغراما ماذا سيفعل بكيسين هل يطعمهما لأولاده ام لماشيته؟

هذا فيما يخص السندان أما المطرقة التي إبتلي بها المواطن المغربي عامة والفلاح الصغير خاصة ألا وهي كورونا.

هذا الفلاح الذي التزم بكل القرارات الحكومية سمعا وطاعة مع أنه غير قادر على تبعات الحجر الصحي خاصة من ناحية غلق الأسواق باعتباره مورد رزقه الرئيسي ومع ذلك لزم  منزله ،وبصيص الأمل الذي كان يمكن أن تنقد به الحكومة ماء وجهها وتلتفت به الى الفلاح هو ذلك المبلغ الذي خصص لاعانة حاملي بطاقة راميد وغيرهم من صندوق محاربة كورونا  والذي زاد الطين بلة وأنا أتحمل مسؤولية ما أكتب حيت زادت الحكومة الهوة والتفرقة في التعامل بين الساكنة الحضرية وساكنة المجال القروي .

حتى في توزيع هذه المساعدة كان هناك حيف وظلم للفلاح منهم  من  ينتظر الأمل يشاهد نشرة الأخبار ويتمنى أن يستفيد مثله مثل باقي ساكنة المدن رغم هزالة المبلغ الذي لن يكفيه حتى مع أولاده فما أدراك مع ماشيته ولكن كما يقول الفلاح اللهم لعمش ولا العمى.

أنا هنا لا أبخس عمل لجنة اليقظة التي بالفعل تبذل مجهودا مهما في حدود الامكانيات المتوفرة لديها ولكني أريد التنبيه لأمور بسيطة كانت ستكون مفرحة نوعا ما لفئة طالها التهميش في كل السياسات العمومية فمتى سنزيل هذا التهميش و هذه الفوارق المجالية سواء كان مقصودا أو غير مقصود لايهم.

مايهم الآن هو أن نهتم بهذه الفئة  ونساعدها على تجاوز تبعات هذا الجفاف والوباء ونعبر بها الى بر الأمان من أجل الاستمرارية عبر إتخاد إجراءات حقيقية للدعم والمساعدة والمواكبة وعدم ترك الفلاح المغربي يعاني في صمت.

عذراً التعليقات مغلقة