مع أصلييي البلد والأجانب المستقرين به.. مستثمرا في ذلك قدراته الذاتية والفكرية.
لم يكن السعيدي يعلم وهو في ريعان شبابه أنّه سينتقل صوب بيئة مغايرة يفتقد فيها الدفئ الذي يرى في وسطه النور.. لكنّه أفلح في جعل المستقبل المجهول قابلا للتشكّل عبر التحلّي بالمثابرَة وكذا الانفتاح على التجارب الحياتية دون كلل أو ملل.
ينحدر عزيز وهبي من منطقة أولاد سعيد عمالة سطات، ولد بها وقضى وسطها زمنا قصيرا من طفولته، حيث قصد الديار الإيطاليّة من أجل الاندماج وسط مجتمعه الجديد، ذلك أنّه كان ينال المواكبة الكاملة ضمن مساره المهني الذي انخرط فيه منذ أولى لحظات استقراره بشمال إيطاليا، وبالضبظ مدينة البندقية، بدون نسيانه لموطنه الأصلي المغرب. وانخرط بشكل سريع مع المجتمع الإيطالي حيث أصبح وجها مألوفا ضمن الندوات والبرامج التلفزية التي تتطرق لقضايا الهجرة وانتظارات المهاجرين بإيطاليا، وكذا إحياء المناسبات الوطنية من طرف جمعيته التي نالت شرف الرعاية السامية لصاحب الجلالة، تعريفا منه للثقافة والثرات المغربي، حيث راكم العديد من التجارب في ميدان التسيير.
الشيئ الذي دفعه في التفكير للعودة إلى أرض الوطن و بالضبط لمدينته سطات التي يعشقها، مع خلق مقاولة تعود على الساكنة السطاتية بالنفع، و كذا الإستتمار في الميدان السياحي نظرا للخصاص التي تشهده عاصمة الشاوية من تجهيزات رياضية ووسائل الترفيه ومسابح، فطرح مشروعه على أنظار بلدية سطات التي بدورها قدمت له الثمر والحليب وأفرشت الورود وقبلت المشروع، وتحقق حلم عزيز وهبي الذي راوده منذ الصغر، فانطلق مسرعا إلى مكان مشروعه ليجده مهجورا ومتسخا بسبب الفياضانات التي جرفت جميع ممتلكاته، حيث حز في نفسه كثيرا وتأسف بشدة على الحالة التي باتت عليها مدينة سطات التي نالت جائزة انظف مدينة بالمغرب في عهد المرحوم…
كل هذا لم ينل من إصراره على تحقيق حلم شباب المدينة المحرومين، وبادر بإصلاح جميع المرافق الحيوية بالمركب السياحي الذي أطلق عليه إسم “كرين بارك” بعد حفل تدشين حضره شخصيات من عالم التسير من مختلف الدول الأروبية وكدا والي جهة الشاوية ورديغة أنذاك مرفوقا بالسلطات المحلية والهيئات المنتخبة وعدد من فعاليات المجتمع المدني وبعض وسائل الإعلام، ليعلن بعد ذلك افتتاح أبواب المركب في وجه الساكنة التي استبشرت خيرا بتواجد تجهيزات ومرافق سياحية تضاهي كبريات المدن المغربية.
فكرة تواجد مركب سياحي في مستوى حجم ”كرين بارك” تداولتها ألسنة ساكنة سطات والقرى المجاورة التي كانت تقطع مسافات طويلة من أجل الإستجمام والترفيه عن النفس، ونظرا للترويج السلبي الدي شهده المنتجع من إشاعات وأكاديب لاتمت للواقع المعاش بصلة، الشيء الدي اثر على نفسية صاحب المشروع وكدلك على مداخيله التي كانت نقطة تحول تسيير المنتجع حيث انه يأوي عدة عاملين هم الآن مهددين بفقدان عملهم جراء هدا المشكل الذي نزل عليهم كالصاعقة، مما عجل بعزيز بمراسلة المجلس الجماعي لمدينة سطات في الموضوع، بغية إيجاد حلول توافقية ترضي الطرفين وذلك بعدم استخلاصه لمصاريف الكراء ولو لشهور قليلة إلى أن تعود المجاه إلى مجاريها و تنتعش الحركة الإقتصادية بالبلاد، كل هذا قوبل بالرفض من طرف المجلس ليبقى عزيز وهبي بين مطرقة أزمة المذاخيل وسندان رفض المجلس البلدي، ليتبخر بذلك حلم المستثمر الذي فضل العودة لوطنه، متأثرا بالمثل الشعبي (قطران بلادي ولا عسل البلدان).
القضية الآن على رفوف المحاكم الإدارية بالبيضاء وعزيز وهبي يناشد جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده من أجل إنصافه ورد الإعتبار لمواطن مغربي كان همه الوحيد العودة للوطن والإستتمار به .
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1080
عذراً التعليقات مغلقة