من دون سابق تخطيط، إختاروا الإقامة في بعض شوارع و أزقة المدينة، متخذين من بقايا العلب الكرطونية أفرشة ومن القطع البلاستيكية أغطية، هم أناس مثلنا فلما لا نحميهم، و نوفر لهم مسكنا يأويهم، طبعا إذا كنا مسلمين سنفعل، وحتى إن كنا غير ذلك فالانسانية تجمعنا وهي الأقوى.
وفي سياق الحدث، فإن هذه ظاهرة أخدت في الإنتشار والتكاثر، فلا يكاد مكان في مدينة سطات لا يعتبر مأوى لأحدهم، سيما وأن عديد الأماكن بسطات مهجورة بالكامل، لا هي مكان ينتفع به، و لا هي منظر يفرح الناظرين، فقط مجرد أماكن للبول و الأزبال و سبب في انتشار الناموس و الأمراض في مدينتنا، فأينما رحلت وإرتحلت، حتما ستجد مشرد أو متشرد هنا أو هناك، تقطعت بهم الحبال ورماهم الزمان و لم يكن لهم حنين و لا سرير سوى الشارع، ليجعلوا من الأرض فراشهم و الرياح غطاءهم و من حشائش الأرض أكلهم .
وفي ذات السياق، يامن تريد لعروس الشاوية أن تعود إلى سابق عهدها، لما لا تتحرك، و تكن السباق لمحاربة هذه الظاهرة، ….آه نسيت أنكم لم تقدروا حتى على الذين احتلوا شوارع سطات، فكيف سيكون بمقدوركم القضاء على التشرد، أو الإحساس والشعور بحياة الشارع، التي تحمل بين طياتها وطول ساعاتها الرعب، والبرد، والجوع، وقنينات الخمر وشبح الإغتصاب، الذي يطارد الفتيات والنساء المتشردات بمدينة سطات، وقصص أخرى مخيفة، بين العنف الجسدي والإستغلال النفسي لمتشردين يعانون من مشاكل نفسية، وآخرون يعانون من بعض المشاكل العقلية.
إن تفشي هذه الظاهرة، راجع إلى تقاعس كل من يعنيه الأمر، بدءا من الوزارة والوزيرة المعنية، مرورا بالمؤسسات والجمعيات التي تعنى بإيواء هذه الشريحة، وصولا إلى مختلف السلطات بمدينة سطات، فهي مسؤولية مشتركة، كل يتحمل قسطا من المسؤولية، فهل آن الأوان كي يصل صوت هذه الفئة إلى الجهات المختصة ؟، أو لربما تعد مجرد ملفات غير مربحة بالمقارنة مع الصفقات المشبوهة وقد يتم تجاهلها حتى إشعار أخر لغاية في نفس يعقوب .
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=2098
عذراً التعليقات مغلقة