“سطات / البروج… ترخيص سريع للخمارات وبلوكاج لصومعة المسجد لسنوات!”من المسؤول على هذه المهزلة؟

akhbarsettat18 أغسطس 2025آخر تحديث :
“سطات / البروج… ترخيص سريع للخمارات وبلوكاج لصومعة المسجد لسنوات!”من المسؤول على هذه المهزلة؟

اخبار سطات : هيئة التحرير

سقطت صومعة المسجد الأعظم بمدينة البروج بعد سنوات من الإهمال والتجاهل، تاركة وراءها فراغًا ماديًا وروحيًا هزّ ضمير الساكنة. المفاجأة لم تكن فقط في السقوط نفسه، بل في أن المحسنين الذين عرضوا تمويل الإصلاح مُنعوا من ذلك بشكل متكرر، بينما تُمنح التراخيص لمحلات بيع الخمور في قلب المدينة دون أي عراقيل. أي مفارقة أكبر من هذه؟ وكيف يمكن لهذا التناقض الصارخ أن يحدث في بلد إمارة المؤمنين، حيث الإسلام دين الدولة ورعاية بيوت الله واجب دستوري وأخلاقي؟

ثلاث سنوات كاملة من محاولات الإصلاح اصطدمت بحائط من المماطلة واللامبالاة. المندوبية الإقليمية للأوقاف رفضت تسهيل المبادرات، السلطة المحلية بدورها اختارت الصمت المريب، أما عمالة سطات فبقيت متفرجة وكأن الأمر لا يعنيها. هذا الغياب الجماعي لدور المؤسسات المفترض أن تحمي بيوت الله جعل السؤال أكبر وأشد إلحاحًا: هل حياة الروح والهوية الدينية للمدينة لا تساوي شيئًا أمام رخص الخمارات؟

وسط هذه الفوضى يبرز دور الباشا، الذي يمنحه القانون صلاحية التدخل العاجل لحماية المرافق العامة وصيانة دور السكينة الدينية والاجتماعية. فكيف يعقل أن يبقى في موقع المتفرج بينما صومعة المسجد الأعظم منهارة؟ صمته لم يعد مجرد تقصير إداري، بل أصبح رسالة واضحة أن السلطات المحلية انشغلت بملفات ثانوية، وفضّلت منح التراخيص للخمارات بدل دعم إصلاح بيت من بيوت الله.

أما عامل جلالة الملك، فيظل هو المسؤول الأول أمام الساكنة عن إيقاف هذه المهزلة، لكن موقفه الغائب زاد من الإحباط الجماعي. اليوم يتساءل المواطنون بمرارة عن الوضع الذي وصلت إليه المدينة، بعدما حُرم المحسنون من إصلاحها، بينما سُمح في المقابل بخمارة أن تفتح أبوابها في قلب المدينة؟ وكيف لعامل اقليم ان يرضى، أن يُهان المسجد ويُهمّش دوره بهذا الشكل؟

صومعة المسجد الأعظم لم تكن مجرد جدران، بل رمزًا للهوية الدينية وذاكرة جماعية لأهل البروج. سقوطها ليس مجرد حادث عمراني، بل شهادة على الإهمال والتقصير واللامبالاة. إلى متى سيظل هذا الوضع قائمًا؟ ومتى سيتحرك ضمير مندوب وزارة الاوقاف،باشا المدينة وعامل جلالة الملك على الاقليم  وبقية المسؤولين ليعيدوا للمكان هيبته ومكانته، قبل أن تتحول البروج إلى شاهد حي على فساد الأولويات وضياع الرموز الدينية؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل