حرب التزكيات “الباردة”.. الديمقراطية بطعم الخبث!

akhbarsettat16 سبتمبر 2025آخر تحديث :
حرب التزكيات “الباردة”.. الديمقراطية بطعم الخبث!

ها نحن نعيش من جديد موسم التزكيات، ذاك الموسم الذي يشبه إلى حد بعيد لعبة “الكراسي الموسيقية”، حيث لا يهم من عنده كفاءة أو برامج، بل من يملك سرعة أكبر في تغيير المقعد دون أن يسقط.

السياسة عندنا تحولت إلى حلبة ملاكمة بدون قفازات: الضربات تأتيك من “الأصدقاء” قبل الخصوم، والابتسامات العريضة تخفي خلفها خناجر حادة. إنهم يتبادلون العناق أمام الكاميرات، ويتبادلون الطعنات خلف الكواليس.

الأدهى من ذلك أنك تجدهم جالسين في المقاهي، يحتسون القهوة الساخنة بدون سكر، يضحكون ويمرحون كأنهم إخوة، وبمجرد أن تنتهي تلك “اللّمة المزيفة” حتى يبدأ القصف والكلام في الظهر.

المضحك المبكي أن بعض السياسيين يبيعون “المبادئ” بنفس السرعة التي يغيرون بها ربطة العنق صباح كل يوم انتخابي. الأمس مع حزب “أ”، واليوم مع حزب “ب”، وغداً لا مانع أن يطلوا علينا من حزب “ج” وهم يبتسمون قائلين: “لقد استجابوا لنداء الوطن”.

أما الناخب المسكين، فدوره لا يتجاوز التصفيق في البداية والندم في النهاية. يدخل المعركة وهو يحلم بالإصلاح، ويخرج منها وهو يحفظ درساً إضافياً في فن الخداع.

باختصار، ما يجري اليوم هو حرب تزكيات باردة، لا دخان فيها ولا بارود، لكنها أخطر من أي مواجهة عسكرية، لأنها تسلب الثقة من القلوب، وتزرع الخوف حتى بين الجيران والمقربين.

ويبقى السؤال الكبير: هل السياسة فعلاً “شر لا بد منه”، أم أننا نحن من نصنع من هذا الشر مسرحية طويلة بوجوه متغيرة وأدوار محفوظة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل