تحولت بحيرة المزامزة بسطات، التي طالما انتظرها المواطنون كفضاء طبيعي وترفيهي، إلى موضوع جدل واسع، بعدما تحولت إلى مصدر تهديد لأرواح الشباب الذين يقصدونها للسباحة في غياب تام لأي مراقبة أو حراسة.
المشهد الأخير لشاب يغامر بحياته وسط مياه البحيرة كشف بشكل صارخ عن هشاشة التدبير، وعن المخاطر المحدقة بالزوار، خاصة في ظل انعدام وسائل السلامة. ورجحت بعض المصادر أن يكون الشاب عاملا بإحدى الشركات المكلفة بالصيانة، غير أن ذلك لا ينفي أن الطريقة التي يسبح بها تنعدم فيها أدنى شروط السلامة، ما يعكس خطورة الوضع.
المشروع الذي رُوّج له على أنه سيكون متنفساً بيئياً وسياحياً للمنطقة، عرف اختلالات منذ البداية، إذ حددت مدة إنجازه في ستة أشهر، غير أن الواقع على الأرض يكذب ذلك، حيث لازال متعثراً إلى اليوم.
ورغم خرجات بعض المسؤولين عبر القنوات التلفزية وهم يتباهون بإنجاز هذا المشروع، إلا أن النتيجة لا تعكس سوى هدر مالي كبير وغياب رؤية واضحة للتسيير والتأهيل.
وتبقى البحيرة في صيغتها الحالية رمزاً لفشل التدبير المحلي، وتحتاج لتدخل عاجل يعيد الاعتبار لها، سواء عبر استكمال الأشغال وفق المعايير المطلوبة، أو وضع نظام صارم للحراسة والمراقبة، حتى لا يتحول “المتنفس المنتظر” إلى مقبرة مفتوحة للشباب.