العطش والظلام يقضان مضجع عائلاتٍ قروية بضواحي سطات

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير2 أغسطس 2016آخر تحديث : الثلاثاء 2 أغسطس 2016 - 12:39 صباحًا
العطش والظلام يقضان مضجع عائلاتٍ قروية بضواحي سطات

على بعد أزيد من 40 كيلومترا جنوب مدينة سطات في اتجاه مدينة مراكش، تضطر مجموعة من الأسر المقيمة بدوار “أولاد السي عبد النبي” بمنطقة أولاد بوزيري، للتوجه إلى بئر تبعد عن بيوتها بما لا يقل عن كيلومتر واحد من أجل الحصول على المياه لاستعمالها في قضاء حاجياتهم الأساسية، في غياب فرشة مائية بعين المكان أو ربط بشبكة الماء الصالح للشرب تقيهم هذه المعاناة.

رغم ملوحتها، فإن أفراد أسر هذا الدوار يضطرون إلى شرب مياه هذه البئر نظرا لضعف قوتهم الشرائية التي لا تسمح لهم باقتناء مياه المائدة التي يسوقها البقال الوحيد الذي يوجد بمنطقة أولاد سليمان على بعد كيلومترين من الدوار.

الزهرة، سيدة مقيمة في منطقة “أولاد السي عبد النبي” تبلغ من العمر 70 سنة، والتي لم يؤثر فيها ارتفاع حرارة الجو غير العادية في نهاية هذا الأسبوع بالمنطقة، عبّرت عن أسفها من التجاهل الذي يجابه به مسؤولو الجماعة القروية خميس سيدي محمد بالرحال شؤون ساكنة مسقط رأسها الذي لم تغادره قط منذ سنة 1945.

files - اخبار سطات

ولا تخفي هذه السيدة العجوز، الأم لسبعة أبناء، والتي تحرص على أن تجمع أبناءها حولها مرتين في الشهر على الأقل للحفاظ على لحمة الانتماء الأسري كما تقول، غضبها من التهميش الذي تعانيه المنطقة، وتقول الزهرة: “لقد حاولنا مرارا وتكرارا إقناع المسؤولين بضرورة تسريع فتح مسطرة استفادة المنطقة من الربط بشبكة الماء الصالح للشرب، ولا نحصل منهم سوى على وعود واهية، لا تفتأ أن تذهب أدراج الرياح”.

عز الدين صبور، ابن الزهرة الذي يحرص على زيارة والدته وأفراد أسرته مرة واحدة كل 15 يوما على الأقل، يقول إن المعاناة لا تقف عند هذا الحد، بل تمتد إلى حرمان السكان من الربط بالشبكة الوطنية للكهرباء.

ويقول عز الدين إن الجماعة القروية خميس سيدي محمد بالرحال مسؤولة بشكل مباشر على عدم الأخذ بالجدية اللازمة مشكل انعدام الماء والكهرباء في المنطقة والمشاكل الكبرى التي تنتج عنه، على الرغم من قربهم الكبير من آخر منطقة مرتبطة بالكهرباء بأقل من 400 متر، وأقل من 200 متر على قناة الماء الصالح للشرب التابعة للمكتب الوطني للماء والكهرباء.

files 1 - اخبار سطات

الرأي نفسه يشاطره كل من عبد اللطيف بنصبوري ومصطفى العطاوي المقيمين في المنطقة نفسها، والتي يقولان إنها منسية وتعاني من تهميش حقيقي؛ حيث أورد بنصبوري: “إلى جانب مشاكل الربط بالشبكة الوطنية للكهرباء وشبكة الماء الصالح للشرب التي نعاني منها نحن سكان المنطقة، هناك مشكل آخر يتعلق بالمسالك الطرقية؛ حيث طالبنا مرارا بربط دواويرنا بالشبكة الطرقية”.

وأضاف المتحدث: “لقد طالبنا أيضا بإنشاء قنطرة على وادي عين حموش وأخرى على وادي زوا، حتى تتوقف معاناتنا ومعاناة أبنائنا خلال الفترات الماطرة، والتي يضطر معها أبناؤنا ملازمة البيوت في انتظار توقف السيول المائية، وهو ما يحرمهم من متابعة حصصهم الدراسية بشكل طبيعي”.

محمد لحرش، عضو بالجماعة القروية خميس سيدي محمد بالرحال، اكتفى بالقول، في معرض جوابه عن سؤال لهسبريس حول تأخر ربط المنطقة بشبكة الماء الصالح للشرب والكهرباء وتعثر ربطها بالشبكة الطرقية الوطنية، إن “كل شيء سيتم حله قريبا، فالمنطقة ستستفيد من الربط بالكهرباء والماء والطريق، والدراسات جارية في الوقت الراهن”.

عذراً التعليقات مغلقة