تدبير الجائحة بسطات .. هل أخلف المنتخبون الموعد ..

هيئة التحرير
2020-07-12T16:30:18+01:00
هنا سطات
هيئة التحرير11 يونيو 2020آخر تحديث : الأحد 12 يوليو 2020 - 4:30 مساءً
تدبير الجائحة بسطات .. هل أخلف المنتخبون الموعد ..

بدون مقدمات أو سابق انذار وجدت جميع مكونات الدولة نفسها منغمسة في تدبير آثار فيروس غامض شل الاقتصاد العالمي وفرض على ثلتي سكان المعمورة الانزواء داخل منازلهم.

 

كان رد فعل السلطات العمومية المغربية مشرفا للغاية ومنح جرعة أمل قوية لملايين المغاربة بأن سلطات البلاد تأخذ أرواح المواطنين على محمل الجد، خصوصا والصور التي غزت البيوت عبر الفضائيات والانترنيت لدول عظمى بدت قياداتها عاجزة أمام مد الفيروس وهي تنتظر فرج السماء بعد أن عرت الجائحة عجز نظامها الصحي عن مواجهة تسونامي الفيروس.

 

كان رد فعل المغرب ملكا وحكومة على مستوى التحدي ونجحت المبادرات الاستباقية التي تم تبنيها في انقاد الأرواح وفي بعث الطمأنينة في النفوس من خلال مبادرات غير مسبوقة من قبيل احداث صندوق كوفيد وتوزيع الدعم المباشر للأسر المتضررة وتقوية بنية الاستقبال الصحية وغيرها من المبادرات.

 

بالمقابل كانت الأعين تترقب ردة فعل الفاعل السياسي والمنتخبين على اعتبار أن مهام تأطير المواطنين وتمثيلهم بالمؤسسات المنتخبة وبالأخص بالجماعات الترابية هي من صميم اختصاصاتهم.

 

بإقليم سطات تحولت بقدرة قادر جائحة كورونا الى مناسبة للاستعراض والتقاط الصور والاسهال الحاد في التصريحات أمام الكاميرا، تحولت عملية رش مياه ممزوجة بالمعقمات بالأحياء والشوارع الى “الاستراتيجية” كما يصفها اصدقاؤنا في المجلس الجماعي لسطات، علما أن كل قرى ومدن المغرب شهدت عمليات مماثلة تدخل في العمل الاعتيادي لأقسام حفظ الصحة وكان من المفروض أن يقودها أطر القسم وعمال الجماعة بشكل انسيابي بمختلف الاحياء عوض استعراض بهلواني لمنتخبي المجلس أمام الشاحنات، تحولت أرقام عادية خصصت من ميزانية الجماعات للتعقيم الى حدث يستحق توزيع التصريحات والتهاني للرئيس الفذ القائد الذي ساهم في مواجهة “الكوفيد” علما أن ثمن اللتر الواحد من المادة المعقمة ذات الجودة العالية والمعترف بجودتها من قبل مصالح وزارة الصحة لا تتجاوز 74 درهم يتم خلطها مع 200 لتر من المياه، أي أن صهريجا كاملا بشاحنة لا يمكن أن يستهلك أكثر من 150 درهم، فهل يستحق هذا الرقم كل هذا الاسهال الكلامي من منتخبينا الكرام، وهل يستحق استنفارا تحت مسمى “الاستراتيجية” وكأن الاخوان يساهمون في تفكيك الشيفرة الجينية للفيروس، وليس فقط امضاء أمر بالخدمة للعمال من أجل انجاز العمل.

 

قوة الاستراتيجية الوطنية التي اطلقتها الدولة لمواجهة الوباء كانت في تسليط الضوء والكاميرات على جنود الصف الامامي الحقيقيين من أجل تحفيزهم من جهة ومن أجل إعطاء رسائلهم التحسيسية قوة أكبر، لكن في مدينتنا تسابقت الوجوه الانتخابية واحتلت مكان عامل النظافة البسيط الذي يضحي بحياته لاداء واجبه، والمكلف بالتعقيم الذي يضع حياته بين كتفيه وهو يخترق منازل المصابين من أجل تعقيمها، ليخرج في الأخير المنتخب السوبرمان للتحدث عن هذا الإنجاز.

 

هذا الامر انفردت به سطات دون غيرها من المدن الأخرى والتي شهدت ترفعا للفاعل السياسي عن محاولة تملك والركوب على ملحمة خرجت من رحم لحظة تاريخية ساهمت فيها جميع مكونات المجتمع كل من موقعه، علما أنه للأمانة وان كان لا بد من خص مسؤول بعينه بالفضل الأكبر لسير الأمور بسلاسة فهو عامل الإقليم والذي يتولى مسؤولية تنسيق جميع العمليات امنيا وصحيا واقتصاديا واجتماعيا..

 

“خصصنا 200 الف درهم للقفف.. “، بهذا التصريح الذي لا يكل الرئيس وفتاه المدلل داخل المجلس من ترديده، يشعرنا الاخوة انهم اقتطعوا من أموال أبنائهم لاطعامنا نحن الفقراء وحقيقة الامر انها مساهمة جد متواضعة من ميزانية الجماعة الممولة من دافع الضرائب المغربي، ولو التفتوا يمينا ويسارا لعرفوا ان جماعات قروية لا مداخيل لها كخميس سيدي امحمد بن رحال ومكارطو والمشرع واولاد امحمد والنخيلة جميعها خصصت نفس المبلغ أي 200 الف درهم من ميزانيتها للقفف الفرق ان سطات مدينة حوالي 150 الف مواطن وميزانيتها تضاعف ميزانية باقي الجماعات بعشر مرات علي الاقل، ورغم ذلك يصرون على تذكيرنا في كل مرة بهذا الإنجاز 20 مليون للقفف …

 

فاين هي المجهودات التي يتحدث عنها الاخوان، هل تم تعبئة النسيج الاقتصادي للمساهمة في الازمة، هل تم الاجتهاد من اجل وضع الحلول المناسبة للاشكالات المطروحة يوميا، هل يكفي رمي كلمة استراتيجية التعقيم للراي العام لكي نقتنع بان عملا كبيرا انجز علما ان العديد من المواطنين يشتكون مزاجية هذه الحملات، ولو أنهم وفروا لساكنة الاحياء شاحنات لجمعوا بشكل تضامني مبلغ شراء لترين من المواد المعقمة والذي لن يتجاوز 150 درهما باستطاعته تغطية حي بأكمله.

 

المجلس الإقليمي لسطات بدوره لم يسلم من ارتجالية في القرارات وفي العجز عن انتاج أجوبة شافية لمتطلبات المرحلة، وراكم العديد من الأخطاء أولها الشروع في تعقيم مدينة سطات علما أن الامر غير قانوني ويتوجب عليه التنسيق مع المجلس الجماعي لسطات لان الامر يعتبر تدخلا في اختصاصات جماعة ترابية اخري، ثاني الأخطاء هو استثناء الجماعات الحضرية من القفة وهو امر غير قانوني بالمرة، فمواطنو جماعة سطات والبروج وبن احمد ولولاد ولمراح بدورهم معنيون بتدخل المجلس ومن حقهم الاستفادة من ميزانيته، وربما معدل الفقر والهشاشة ببعض احياء هذه المدن أكبر من جماعات استفادت من عملية القفة، وادا كان منتخبو سطات اختاروا التواصل في اللاشيْ فان المجلس الإقليمي اغلق ابوابه عليه وفوت امر الاخبار لموظف بعمالة سطات لم يعد قادرا على التواصل حتى مع محيطه، ربما ما يشفع للمجلس الإقليمي هو عملية تجهيز قسم العزل الصحي كوفيد بمعدات بيوطبية وأجهزة الكترونية ومواد طبية خففت من الخصاص داخل المصلحة، إضافة لرفع يده عن عملية توزيع القفف التي اشرفت عليها بالكامل السلطات المحلية.

 

الجائحة قدمت درسا بليغا وعرت حقيقة وجوه قادرة على الاتجار في كل شيئ بما في ذلك استثمار الخوف لذي الساكنة من المجهول، فهل تعيد هذه المحنة ترتيب مقولة الرفيق قبل الطريق خلال الاستحقاقات المقبلة؟

 

ننتظر ونرى ..

عذراً التعليقات مغلقة