يعيش اقليم سطات خلال الاونة الأخيرة على إيقاع حركة استقالات وانتقالات قوية مست جميع الاحزاب السياسية وبدون استثناء.
وفي وقت فضل عدد من الفاعلين الحزبيين تقديم استقالاتهم بدون اشهارها على وسائل التواصل الاجتماعي وآخرون لا زالوا متريثين في انتظار حسم مستقرهم الجديد, عمد البعض الى الاعلان بشكل علني عن قرار القطيعة مع تنظيماتهم.
فبالنسبة لحزب التجمع الوطني للاحرار والذي يعرف اضخم حركة نزوح سياسي في تاريخ الاقليم بحيت غطى جزء كبيرا من تراب الاقليم واستقطب العشرات من المنتخبين الذين كانو يحملون الوان سياسية اخرى خلال الولاية الانتدابية الحالية ويكفي القول بأن حزب الحمامة بمدينة سطات استقبل طلبات الالتحاق رسميا من منتخبين عن الاستقلال والاتحاد الدستوري والحركة الديموقراطية والاجتماعة والاصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي.
حزب الاستقلال والذي يبدوا أن فريقه داخل مجلس جماعة سطات تقلص الى عضو واحد وفضل البقية التمرد مند منتصف الولاية الانتدابية الحالية, غير أنه بدوره يعرف حركة استقطابات وازنة بالاقليم من عدد من الاحزاب وعلى رأسها منتخبين عن حزب العدالة والتنمية والحركة الديموقراطية الاجتماعية والاصالة والمعاصرة.
الاتحاد الدستوري بدوره استطاع تشكيل بنية تنظيمية قوية على انقاض مجموعة من الاحزاب بالاقليم وفتح الباب على مصراعيه أمام منتخبين من جميع الاحزاب.
حزب العدالة والتنمية مرشح بقوة ليشهد نزيفا في اطره ومنتخبيه خصوصا مع التدافع الكبير بخصوص الاسماء المرشحة لعضوية البرلمان والجهة كما ان ترتيب لائحة المرشحين لمجلس جماعة سطات سيفرض انسحابات لمجموعة من الاسماء بحثا عن تزكية تعيدهم لعضوية المجلس, علما انه لم يعد سرا ان الحزب يشتغل على تطعيم لائحة مستقلة على راسها حليف لهم طيلة المدة الانتدابية الماضية يراهن على ان تحصد بعض المقاعد وتدعم مسعاه لولاية ثانية على راس المجلس البلدي.
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ركز مند اسابيع على الغاء الاصطفاف على اساس سياسي وعوضه بنزعة قبلية فرسم مثلثا ضلعيه مشكل من برلماني ورئيس جماعة عن حزب التقدم والاشتراكية اضافة للعديد من الاسماء من احزاب الاستقلال والاصالة والمعاصرة. وبالمقابل فقد منتخبين لحساب الاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للاحرار اساسا.
التقدم والاشتراكية يبدو أنه.من بين اكبر المستهدفين بحيث فقد برلمانيه ورؤساء الجماعات الثلاث التي كان يسيرها وبالمقابل نهج استراتيجية مغايرة في الاستقطاب بحيث راهن على ترشيح وجوه جديدة كما هو الحال بالنسبة وكيل لائحته بجماعة سطات, الاستثناء الوحيد كان في استقطاب الكاتبة الاولى السابقة للاتحاد الاشتراكي لسطات والتي من المرجح ان تقود اللائحة الاضافية النسائية.
بالنسبة لحزب الحركة الديموقراطية والاجتماعية والذي كان من بين الاحزاب الاولى في النتائج اقليميا خلال الانتخابات الماضية فيبدو بانه في الطريق لفقدان بعض منتخبيه خصوصا بسيدي العايدي وامزامزة لكن كما يتضح فإن سلسلة الانسحابات جد محدودة علما ان قيادته المحلية تشتغل بعيدا عن الاضواء وبتكتم شديد.
الاصالة والمعاصرة وبعد زلزال مدينة سطات والهجرة الجماعية لمنتخبيه في اتجاه مختلف الاحزاب يبدو بانه يجد صعوبة بالغة في اقناع منتخبيه بالاستمرار في حزب الجرار ولعل تركيز قيادته الاقليمية على منطقة امزاب يزيد من صعوبة الامر في ظل تهافت جميع الاحزاب على تغطية اكبر عدد من الدوائر.
بدورها الحركة الشعبية والتي لم تعان لحد الساعة من انسحابات وازنة يبدو بأن قيادتها تشتغل على بروفايلات منتخبيها وسط تكتم كبير ولم ترشح لحد الساعة معلومات كثيرة عن فريقها لخوض غمار المنافسة باستثناء جماعة اولاد الصغير وجزء من لائحة جماعة سطات.
عدوى الاستقالات انتقلت للشباب فبعد بداية باهرة لتجربة متميزة لشباب جبهة القوى الديموقراطية تقاطرت الاستقالات بشكل مفاجئ على الامانة الاقليمية والمكتب السياسي ولم تتضح لحد الساعة وجهة المنسحبين.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=4613
