عرف فضاء المركز الثقافي بسطات مساء أمس الثلاثاء 10 دجنبر 2024 حفل افتتاح الدورة 16 للمهرجان الوطني لفيلم الهواة الذي دأبت جمعية الفن السابع على تنظيمه منذ أكثر من عقد من الزمن. فالنسخة الاولى التي تم تنظيمها بالقصر البلدي لسطات سنة 2007 بحضور مهم من حيث الكم والكيف، عرفت نجاحا مبشرا بمستقبل واعد لهذا المولود الفتي الفريد الذي سرعان ما بات زاوية من زوايا تسويق ترابي لسطات. غير أن الحاضر لحفل افتتاح الامس يجد نفس خطاب الجمعية المنظمة الذي ألقته سنة 2007؟ فالاكراهات المادية لا تستثني أي تظاهرة كيفما كانت، وقد تزداد حدة في الاعمال الثقافية والفكرية، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه، هو لماذا لا يزال المهرجان حبيس الدعم المحلي والوطني، ولماذا مهرجان بهذا الحجم والذي يستقطب عدد مهم من الجمهور، لم يستطع وهو في عمره 16، أي قبيل الرشد الكامل بسنتين، الحصول على اتفاقيات مع ممولين ومانحين من القطاع الخاص والهيئات الثقافية الدولية والوطنية؟ قد نبرر دعم المدينة لهذا النشاط لأنه يخضع لمنطق رابح رابح من حيث اشهار المدينة بمناسبة هذا الحدث في مجموعة من القنواة الوطنية، وهو إشهار يجب أن يرفع سقفه للقنواة الثقافية الدولية؟
إن المهرجان الوطني لفيلم الهواة يمكن اعتباره ملك للمدينة وفعالياتها، ويعتبر من المحطات الثقافية الدورية النادرة بسطات، يفرض على الجميع، جمعية وفعاليات، وضع اليد في اليد لتثمينه والدفع به بكل قوة. مهمة لا يمكن القيام بها إلا إن انفتحت الجمعية أكثر على كل الافكار والاقتراحات بكل تواضع ونكران ذات، وبما فيه خدمة للمهرجان وللمدينة. فمن 2007 إلى 2024 يمكن لنا أن نقول بأنه هناك مد وجزر بين الزمنين. فالفضاء الزمني كأرضية للتقييم والتفكير الموضوعيين لتطوير المهرجان و القطع مع رتابة خطاباته الباكية التي قد تكون سببا للتأثير على أطراف مهمة في دعم نجاحاته. نعم، فالمهرجان يجب اعتباره كعرس ثقافي سينمائي ينخرط فيه الجميع، وننسى فيه المشاكل ليكون لحظات فرح جماعي وتتويج لعمل دؤوب على مدار السنة، وما ذالك على الفن السابع بمستحيل إن تم استحضار الموضوعية واستبعاد الذاتية.
الدورة 16 تميزت بتكريم الناقد السينمائي المميز الاستاذ مصطفى العلواني، الذي يعتبر من أهم ايقونات النقد السينمائي بحضور وازن لرجالات السينما والفن بوطننا. فقرة التكريم التي ارستها الجمعية كمكون أساسي في افتتاح كل دورة، هي زاوية مهمة تحتفي وتعترف بالرواد انسجاما مع ثقافة الاعتراف. ثقافة تجسد المفهوم الحقيقي لمصطلح “التراكم”. فسينما اليوم هي تراكمات لديناميات ثقافية وفنية وسينمائية لكل الرواد.. تماشيا مع المقولة المشهورة “زرعوا فأكلنا، ونزرع ليأكلوا..”
فكل سنة والمهرجان الوطني لفيلم الهواة، مهرجاننا، بخير وبألف خير وتحية حارة لكل مناضل عضوي منفتح ومنخرط في كل المبادرات…
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=9790