اخبار سطات : هيئة التحرير
تحوّلت ما سُمّيت بـ”مدرسة الريادة” بالثانوية الاعدادية لبني مسكين إلى نموذج صارخ للعبث في تدبير الشأن التعليمي. ريادة بالاسم فقط، بينما الواقع يروي صورة سوداء: لا تجهيزات متوفرة، وحتى المعدات البسيطة اللي حضرت ما زالت حبيسة المخازن، الساحة غير جاهزة، والمقاول ما زال يتماطل في تسليمها. المساحة كلها لا تتجاوز 200 متر مربع، وكأننا أمام قسم إضافي وليس مؤسسة يُفترض أنها للريادة وتجويد التعليم!
الأدهى من ذلك، أنه بدل ما يكون الهدف هو تحسين ظروف التلاميذ القريبين من المؤسسة، تم استبعاد أبناء جماعات محاذية، وتحويل أبناء وبنات مناطق أخرى أبعد، في اختيارات غير مفهومة.،النتيجة أطفال صغار يقطعون أزيد من 3 كيلومترات يوميًا في ظروف قاسية.
ومع إضافة الساعة، المأساة تتضاعف: فتيات من مناطق أولاد بوشعير، الفقراء، ولاد عبو نعمر يخرجن في الظلام صباحًا أو يراجعن إلى بيوتهن في ظلام المساء، معرضات لكل أنواع المخاطر. بين التنقل الصعب والإرهاق اليومي، ما كيبقى قدامهن غير خيار واحد: الهدر المدرسي. فأي ريادة نتحدث عنها هنا؟
عدد من المتضررين وأولياء التلاميذ وجّهوا رسالة قوية اللهجة للجريدة، يطالبون فيها المدير الإقليمي بـالتدخل العاجل لإيقاف هذه المهزلة،وإنصاف التلاميذ المتضررين،مع إيجاد حلول واقعية بدل الشعارات الفارغة.
يبدو ان مدرسة الريادة تحوّلت إلى مدرسة الكسادة… والضحية الأولى والأخيرة هم أبناء الشعب.