مستخدمو الحمامات التقليدية بسطات: مأساة انسانية واجتماعية هل تلقى التفاتة من المسؤولين

هيئة التحرير
هنا سطات
هيئة التحرير20 أكتوبر 2020آخر تحديث : الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 - 9:54 مساءً
مستخدمو الحمامات التقليدية بسطات: مأساة انسانية واجتماعية هل تلقى التفاتة من المسؤولين

لم يلحظ أحد غيابهم زمن الحجر الصحي، ولم يسمع صوتهم أحد بعد رفع الحجر، أين اختفوا وكيف يعيشون، صحيح أن أغلبهم استفاد من الدعم المباشر الذي قدمته الدولة على ثلاث دفعات، لكن كيف دبروا عيشهم لسبعة أشهر كاملة، ماذا عن أبنائهم وأسرهم، ماذا عن تطبيبهم ومستلزمات الدخول المدرسي لأبنائهم، ماذا عن ديونهم والتزاماتهم ..

اختفوا فجأة، تم انبعثوا من رماد كطائر فينق يحلق بأجنحته المكسورة على سماء المدينة، ربما هي الاحتجاجات الوحيدة في تاريخ المدينة التي عوضت دموع القهر والجوع والحاجة قوة وشراسة شعارات المطالب، زحفوا بقلوبهم قبل أقدامهم نحو مقر عمالة اقليم سطات من أجل تبليغ رسالة لن يحتاجوا لصياغتها في جمل أو كلمات، تكفي تنهيداتهم ودموعهم التي انهمرت بسخاء على إسفلت الساحة المقابلة للعمالة

“طيابات” “حراس امتعة” “أرباب حمامات تقليدية” دورة اقتصادية كاملة كانت الى وقت قريب تشغل المئات وتقدم خدمة غاية في الأهمية، حتى أن الحمامات المنزلية والعصرية لم تعوض يوما الدور الذي تقدمه هذه الحمامات والعاملين فيها، لكن وفي رمشة العين عصفت الجائحة بالقطاع ككل ورمت منتسبيه لدائرة التشرد، لكن المثير بأن معاناتهم ظلت الى وقت قريب خارج دائرة الاهتمام اعلاميا وسياسيا، حتى قرروا هم أنفسهم الخروج للشارع والإعلان بنفسهم بأنهم لا يزالوا على قيد الحياة ، لا يهم كيف لكنهم حضروا لعمالة الاقليم لكي يوجهوا النداء للجنة اليقظة الاقليمية من أجل تذكر مأساتهم ومن أجل إنقاذ ما تبقى من كينونتهم

احتجاجات مستخدمي الحمامات صرخة فئة واسعة من المواطنين تعيش خلال الأوقات العادية داخل دائرة الهشاشة، فما بالك بوضع استثنائي تم الاجهاز خلاله على مورد الرزق الوحيد والحرفة الوحيدة التي فتحوا أعينهم وهم يزاولونها

لا يمكن بالبات والمطلق أن تقنع هؤلاء التعساء بأن إغلاق الحمام هو لضرورة احترازية وهم يشاهدون بأم أعينهم كيف أن الأسواق تخرق جميع القواعد والتدابير، وأن المقاهي لا تلفظ زبناءها الا في حدود الثامنة ليلا وملاعب الكرة مفتوحة ليل نهار، وزنقة الذهيبية تحتفي بجحافل الزوار ولا تفرق بين حاملي الكمامات وغيرهم، كما لا يمكن أن تنزع من أذهانهم فكرة أن الحمام بطبيعته منظف ومطهر وباجراءات بسيطة بالإمكان الحرص علي التباعد الجسدي داخله.

تبنت لجنة اليقظة الاقليمية قرارات شجاعة مند بداية الجائحة، واستطاعت بذكاء أن تمزج بين الحرص على سلامة المواطنين وضمان تحريك مجموعة من القطاعات الاقتصادية والسوسيو- مهنية ، ويحسب لها أنها استمعت لأنين مهنيي الحلاقة، ولأصحاب الصالات الرياضية، في خطوة صفق لها الجميع، فهل تفعلها وتلتفت لهذه الفئة العريضة داخل النسيج المهني، طبعا وفق تدابير احترازية صارمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.